للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التنبيه الثامن: التواتر إذا كان جامعا للشروط المفصلة في علم الأصول، فلا شك أنه يفيد العلم الضروري بما تواتر الإخبار عنه، إذ لاسبيل إلى العلم بالبلاد البعيدة والأشخاص الماضية سوى التواتر.

التنبيه التاسع: نزول الوحي بواسطة الملك المصور بصورة المحسوس، وسماع الكلام منه، لا يستنكر عقلا؛ لأن رؤية الملائكة والسماع منهم - وإن لم يكونا متصورين - على ظاهر كلام الفلاسفة عبارة عن ذوات مجردة دون أجسام.

التنبيه العاشر: الإنسان ليس عبارة عن هيكل محسوس بماله مزاج مخصوص، بل هو عبارة عن الجوهر المجرد - كما هو المختار عند محققي الفلاسفة علماء المسلمين - وتعلقه ببدنه جائز، مادام حصل للمشاهد في المرة الأولى.

وتمييز المنكرات هي من العدل الإلهي، لكن ترتيب الوعد والوعيد لتصارع الشهوات مع الخير والاقتصاص من الظالم للمظلوم، والرؤى والمنامات - إن أرشده الميت لشيء ما - تؤيد عدم فناء الشخص بالكلية.

التنبيه الحادي عشر: أتم السعادات هو الجمع بين البدن والنفس في ملذاتها، وروحها العالية، ولا تحصل إلا في المرة الثانية من النفس المجردة لبدن آخر جديد بعدما استحال الجمع بين الشيئين في الأولى.

التنبيه الثاني عشر: وذلك للنظر في القادر الذي جمع المني من أماكن متفرقة حتى يصير دما، ثم شهوة تقذف به ليصبح إنسانا، لهو قادر على جمعه مرات ومرات.

ومن هنا نرى أن التنبيهات كانت بمثابة قواعد يسير عليها الإنسان في حياته؛ ليحصل السعادة المنشودة، كما أنها أسلوب في التفكير، وتعريف للمصطلحات اللازمة.

[دراسة القضايا]

شملت المقدمة في بيان الأمور التي يجب التنبيه عليها، ثم يتناول بالشرح معنى كلمة ... (بيبل) وأصلها ومكونات العهدين القديم والجديد، والأناجيل المقبولة المعتبرة وتغير قبولها والأخذ بها أو ببعضها على مدار التاريخ.

- في قضية النسخ تحدث عن نسخ أحكام التوراة باستثناء بعض الأحكام مثل: ذبيحة الصنم وحرمة الدم وحرمة المخنوق وحرمة الزنا ثم نسخ بولس الأحكام الثلاثة الأولى بفتوى الإباحة العامة ... ورد على أن استدلالهم المبني على الآية وفيها (إلى الأبد) محرفة إلحاقية، لا وجود لها في أقدم النسخ وأصحها.

- وفي قضية التحريف ضرب مثالا على تحريف البروتستانتيين لبعض آيات كتاب الصلوات، وتساءل إن كانت تلك الآيات من كتاب الله فلم تركوها، وإن لم تكن من كلام الله فلم لم يظهر عدم صدقها! ؟ .

- وفي قضية عصمة الأنبياء ذكر أنهم كذبوا في التبليغ بنص الكتاب المقدس، واستشهد بسفر الملوك بحال النبي إلى يوربعام وعودته ليهودا بخبر كاذب.

<<  <   >  >>