يقبلها يعاقب عقابا شديدا مستدلا بالقرآن الكريم. ليس هذا فحسب، بل إن القرآن يثبت موافقة تعليم التوراة لتعليم الإنجيل الذي جاء به سيدنا عيسى المسيح.
أعقب ذلك بإيراد آراء المفسرين في معاني الآيات التي ساقها لإثبات حججه كابن عباس ثم يبني نتيجة ذلك بمقارنة الأمر بآيات أخرى تناقض قوله في أن القرآن يأمر بإقامة الأوامر والنواهي الموجودة بتلك الكتب، فإن كانت أعدمت أو تحرقت فتكون طاعة الأمر مستحيلة. ليس هذا فحسب، بل يثبت أن القرآن نقل من الكتاب المقدس، وأن النسخ الأصلية للقرآن قد ضاعت.
ناقش قضية النسخ ثم عاد لقضية التحريف مرة أخرى في الفصل الثالث؛ فيرى أن عزرا من حفظة أسفار الوحي، ويستنكر على رحمت الله اعتباره عزيرا، وأن التوراة من تأليفه، وأثبت ذلك بتفسير البيضاوي، إلا أن رحمت الله لا يعتبر عزرا هو عزير الوارد في القرآن، فضلا عن كونه شخصية مجهولة.
كما يثبت أن التوراة التي بأيديهم هي ماكانت في عصر محمد - صلى الله عليه وسلم -، والدليل أن الترجمة السبعينية التي تمت ما بين ٢٠٠ م، ٢٥٠ م وصلت إليهم، وهي أقدم النسخ، وأن إسناد العهد الجديد لم تقبل ضمن دائرة الوحي إلا بعد الاستفسار والتحري الدقيق والأسانيد الكافية، خشية أن ينطوي معها سهوا وصفات أخرى، ثم تحدث بإسهاب عن الترجمات والنسخ منها نسخ اكتشفت في مصر بسوهاج ترجع إلى القرن الرابع أو السادس، وأنه وإن كانت هناك غلطات في النسخ؛ فقد وقعت من المترجمين ولم ينتج عن ذلك أي اختلال جوهري.
إن مجرد انتشار الأناجيل - عند فندر - في الأقطار المختلفة يكفي لعدم إتاحة ذلك للتواطؤ على الكذب، وأن الآيات التي لم تكن موجودة في النسخ القديمة هي ما كانت في الهامش، وأخطأ الناسخ بوضعها في المتن، وعلى كل حال فهي لا تؤثر في جوهر الكتاب.
يقول أنه لا يؤمن بعصمة الأنبياء والرسل في أعمالهم اليومية، لكنه يؤمن بأنهم معصومون في تبليغ رسالة الله من أن يزيدوا عليها أو ينقصوا منها أو يلحقوا بها أقل تحريف.
[٢ - قضية النسخ]
ابتدأ كلامه بأن الكتاب المقدس لم ينسخ، ولا يمكن أن ينسخ لا في حقائقه ولا في عقائده ولا في مبادئه.
ذكر أن القرآن لم يشر إلى هذا النسخ! ثم يرى أن القرآن ينسخ نفسه بنفسه وليس بناسخ لغيره، وأن النسخ في حقه لفظي فقط وليس في المعنى كما حدث في التوراة والإنجيل.
أوضح أن الإنجيل جاء موضحا وشارحا للتوراة لنظرية الفداء والخلاص، وأن العهد الجديد أشمل وأعم من القديم؛ حيث احتوى في وقت ظهوره ما يلائم طبيعة الناس حينها من فرائض وطقوس ورسوم تدرب بني إسرائيل فقط على إدراك الحقائق الروحية