- تدرجت المناظرة بدءا من بداية عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى الآن، ثم تطورت المناظرة في العصر الحديث وبدأت تتشكل قضايا الحوار بين المسلمين وأهل الكتاب - بشكل أكثر وضوحا - وزيدت فيها موضوعات جديدة: كقضية المرأة والصلب والنجاة والمغفرة. يعد رحمت الله مستفيدا من ابن حزم كذلك ابن تيمية - والذي يعد من أوائل من نظم قواعد لمناظرة أهل الكتاب وغيرهم معتمدا في ذلك على العقل والنقل معا - وامتدادا لمنهجه ومع التركيز بشكل أكبر على القضايا والموضوعات وعلى نصوص العهدين وتقويض المقولات من الداخل وكما فعل من قبل ابن حزم، ولكن بزيادة إثبات كذب الكاذب وصدق الصادق - بشكل أكثر تفصيلا - وقد سار الشيخ رحمت الله وفق المنهج القرآني في الجدل. وباتت أدلة الشيخ أكثر إقناعا واتضحت فيها الأصالة والصدق والبراعة في الجدل كما أنها أزالت أمامها عناد القس فندر.
- ركز رحمت الله على قضايا التحريف والنسخ أكثر من قضايا التثليث فالنبوة؛ فبإثبات النبوة ثم القرآن مع إبطال الثليث يكون بذلك قد أثبت الإسلام، فعكس رحمت الله المنهجية - مقارنة بسابقيه - بالبدء بما يراه النصارى - من حيث إثبات التحريف والنسخ ثم إبطال التثليث؛ حيث يكون بذلك قد أثبت كذب الديانة النصرانية ثم يلجأ - بعدها -إلى إثبات القرآن والنبوة، فيكون بذلك قد استوفى الناحيتين إثبات كذب الكاذب وإثبات صدق الصادق. تدرج رحمت الله من إثبات الكذب ثم إثبات الصدق كي يتبع رأي النصارى في إثبات النبوة وكذلك نفي التثليث والتحريف والنسخ، فيكون بذلك أبلغ وأقوى في سوق الحجة، كما أنه يعتبر كل مبحث منفصل عن غيره من حيث النفي ولا يرتبه على ماسبق؛ فقد أوقف المناظرة على إثبات التحريف والنسخ في حين كان يبدأ كل مبحث جديد في الكتاب بافتراض صدق ما سبقه وذلك حتى يكون في ذلك أبلغ، وكذلك إثبات الحق في كل باب وتقديم الأدلة على عكس فندر كان يبني كل مبحث على ما يليه، إلا أن رحمت الله أيضا لم يسن قواعد كلية قبل المناقشة تخص صلب موضوعات المناقشة كما ينوه هذا البحث وكما ذكرت.
- تطورت قضايا البحث والمناظرة بين الإسلام والنصرانية فبدأت بالعمومية في الطرح مثل ما كان عند: ابن حزم وابن تيمية ثم اتضحت القضايا والأبواب والموضوعات بشكل أكبر بدءا من ابن تيمية حتى تجلت عند رحمت الله والتي قسمت موضوعاتها وقضاياها بناء على القضايا المثارة - حتى ذلك الوقت - ثم تميز الشيخ ديدات - حديثا - عن رحمت الله في مدة التناظر؛ فقد كان رحمت الله في مناظرته مع فندر يسير على منهج سؤال وجواب أو معلل ومجيب على قدر زمن الإجابة، كما أن الأسئلة والأجوبة في الجلسة الواحدة تنطلي على مناقشة مبحث أو موضوع واحد فقط، أما ديدات فقد كان يناقش - غالبا - من خلال أسئلة تنطلق منذ البداية وتحتوى على مناقشة موضوع واحد أو عدة موضوعات متداخلة في زمن طويل يتيح له إخراج كل