للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مدخل]

تقع دولة الهند جنوبي آسيا، وهي ثانية أكبر دولة سكانا في العالم. تتباين الهند من حيث الأرض والسكان إلى عدة مجموعات عرقية ودينية، ويتحدثون لغات ولهجات مختلفة. ويتفاوت السكان تفاوتا كبيرا من حيث مستوى المعيشة والثراء والفقر والتعليم. بقيت الهند مستعمرة بريطانية منذ القرن الثامن عشر الميلادي إلى أن نالت استقلالها عام ١٩٤٧ م. يتحدث سكان الهند ١٤ لغة رئيسية وأكثر من ألف لغة ولهجة محلية ... وتعتبر اللغة الهندية لغة البلاد الرسمية بجانب اللغة السنسكريتية و ١٣ لغة إقليمية أخرى، كما تعد اللغة الإنجليزية لغة رسمية على مستوى أنحاء الهند المختلفة (١).

وهي بلاد شاسعة يحدها من الشمال سلسلة جبال الهملايا ومن الغرب جبال هندكوش وسليمان حيث تقع أفغانستان وإيران ثم تمتد الهند إلى الجنوب في شبه جزيرة يقع بحر العرب في غربها، وخليج البنغال في شرقها، وسيلان في طرفها الجنوبي، ويتجه الإقليم الشمالي منها إلى الشرق حتى جبال آسام (٢).

تعتبر الهند من الأمم ذات الحضارة القديمة بحيث تزامل في حضارتها حضارات مصر وبابل وآشور واليونان ... وقد كانت مساحة الهند الواسعة وتعرضها للغزاة - الذين وفدوا عليها من الغرب - سببا في اختلاف الناس، كذلك في الأجناس التي ينتسبون إليها ... وتعد الهندوسية أقدم الأديان في الهند تليها البوذية التي انتشرت قبل الميلاد بنحو خمسمائة سنة ثم الإسلام ثم السيكية ثم المسيحية التي بدأت تنتشر في الهند مع بعثات الغرب التجارية وبعد دخول الإنجليز واهتمامهم بنشرها وهي في الجنوب أكثر من الشمال (٣).

بدأ الإسلام ينتشر في الهند منذ أن فتح محمد القاسم الثقفي (٤) السند، وعندما أعلن الخليفة عمر بن عبد العزيزأن كل من يعتنق الإسلام له الحقوق نفسها التي للعرب اعتنقت بعض القبائل الهندية الإسلام، ولكن معظمها عاد لمعتقداته القديمة بعد سقوط الدولة


(١) الموسوعة العربية العالمية، مجموعة من العلماء والباحثين [د. إبراهيم القرشي عثمان، د. صالح معيض الغامدي، د. عبد الرحمن الشمراني، د. خليل أحمد خليفة]، (الرياض: مؤسسة أعمال للنشر والتوزيع، ط ٢، ١٩٩٩) مج ٢٦، ص ١٢٧ (بتصرف).
(٢) عبد المنعم النمر، تاريخ الإسلام في الهند، (بيروت: المؤسس الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط ١، ١٩٨١ م)، ص ١٨.
(٣) المرجع السابق، ص ٣١، ص ٤١، ص ٤٥ (بتصرف يسير).
(٤) (نحو ٦٢ ـ ٩٨ هـ/٦٨١ ـ ٧١٧ م) محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، فاتح السند وواليها، من كبار القادة، ومن رجال الدهر في العصر المرواني، كان أبوه والي البصرة للحجاج، وقد ولى الحجاج محمداً ثغر السند في أيام الوليد بن عبد الملك، وكان يومئذ يقيم ببلاد فارس، وأمره أن يسير إلى الري وعلى مقدمته أبو الأسود جهم بن زحر الجعفي، وجهَّز الحجاج معه ستة آلاف مقاتل من جند الشام، وجموعاً أخرى كثيرة غيرهم، وجهزه بكل مايحتاج إليه حتى الخيوط والمسال، وأمره أن يقيم بشيراز حتى يتوافى إليه أصحابه، ويوافيه بما أعده له، وعمد الحجاج إلى القطن المحلوج، فنُقع في الخل البكر ثم جُفف في الظل، وأمرهم بنقعه في الماء واستخدامه في الطبخ والاصطباغ. المرجع السابق مج ١٨ ص ١٠٦.

<<  <   >  >>