للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعمول به في الأدب في تحليله وتناوله للنص المقدس وهكذا قام بتفسير " علاقة رسالة المسيح الأصلية بالشخصية التاريخية لعيسى " ولقد سار في تحليله إلى أقصى مدى، وتوصل إلى استحالة القيام بعملية كتابة صحيحة لتاريخ عيسى للظروف المحيطة بنشأة الأناجيل، لايوجد رغم المجهودات المضنية مصدر أساسي، لايوجد إنجيل عيسى ... ولذلك لم يستطع الكثيرون نفي حقيقة أن نشأة النصوص المسيحية المقدسة لا تعود إلى أسباب تاريخية، بل تعود في حقيقة الأمر إلى مصالح تتعلق بالكنيسة (١). كذلك يقول هانز كينج عن الكتاب المقدس في المسيحية: " توافرت الدلائل في القرنين الأخيرين - بشكل لم يسبق له مثيل - على عدم إلهامية أسفار الكتاب المقدس، بل وتختمها بالمغالطات والأخطاء الشائنة لها كعمل أدبي، وهذا ما لا يستطيع عاقل اليوم أن ينازع فيه ... ولأن هذا الكتاب كذلك فأنا لا أعتقد بإلهاميته ولا بحقيقة الدعوة التي يروج لها" (٢).

بعد عرض تلك التوجهات والآراء، يتأكد لنا حقيقة تلك الأعمال التبشيرية وأن لها تأثيرا قويا جدا على الأرض، كما يؤكد حقيقة استمرارية تلك الأعمال وامتدادها على مدى عدة قرون متعددة في سبيل القضاء على الإسلام من تحويل أهله إلى النصرانية، أو العمل على بث الشبهات في عقيدة المسلم وخلعه من دينه. إلا أنه بالرغم من كل هذا قامت فيهم ومنهم حركات تصحيح ونقد للكتاب المقدس الذي بين أيديهم وأكدوا أن الأمر يتعلق بالمصلحة دون الدين.

[عرض آثار العلماء زمن فندر وآرائهم فيه]

بعد التعريف بالقس فندر وأعماله، ومناهج سابقيه ولاحقيه، أتعرض هنا لحياة وآثار مبشرين كانوا في زمن فندر، وآراء علماء الغرب في فندر.

تواجد مبشرون قبله وفي عهده ومن بعده أمثال: اسمن كارواور، عماد الدين، صفدر علي - صاحب كتاب نياز نامة ١٨٦٧ م وكتاب تحقيق الإيمان، وبركت الله - صاحب كتاب حاملو الصليب وكتاب أمهات المؤمنين- وتريكت سوسايني - صاحب كتاب إبطال الدين المحمدي، وراجرس - صاحب كتاب تفتيش الإسلام -، ومحبوب مسيح - صاحب كتاب تحفة الأعم، رجب علي (آثينة إسلام)، القسيس تي جي إسكات (تصديق الكتاب)، القسيس يونس (البراهين الإلهية)، جيروم كزافييه (المرآة المرئية للحق)، و (شريف النسبتين ١٨٦٧ م)، وغيرهم (٣).


(١) المرجع السابق، ص ١٦٨، ص ١٦٩ (بتصرف يسير).
(٢) نقلا من ا. د. عبد الراضي عبد المحسن، سلسلة أبحاث جامعية، دراسات عربية وإسلامية، (القاهرة: دار الهاني للطباعة، ط ١، ٢٠١٥ م) ص ٣١ وهانز كينج البروفيسور بجامعة تيبنجن الألمانية، والذي فقد كرسي الأستاذية في كلية اللاهوت الكاثوليكية ١٩٧٩ م بسبب آرائه الحرة، نفس المرجع، ص ٢٦.
(٣) انظر مرجع سابق: رسالة الأزهر، رحمت الله الهندي وجماعته وجهودهم في مواجهة الحملات التبشيرية، ص ٢٦٢. محمد الفاضل بن علي اللافي، دراسة العقائد النصرانية، ص ١٠٠، ص ١٠١.

<<  <   >  >>