للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لابد أن تكون هناك أسس واضحة عند المناقشة والحوار قبل بدء أي حوار كالتالي:

[أولا: أسس المناقشة]

- أخذ الدين من مصادره فقط دون الاعتداد بسلوك معتنقيه سواء أكان سلوكهم طيبا أم غير ذلك، متفقا مع ديانتهم أم مخالفا لها.

- عدم الأخذ بتمدين دولة ما دليلا على سلامة الدين الذي تعتنقه أو الحكم بعدم سلامة عقيدة ما لمجرد أن الدولة التي تأخذ بها ليس لها حظ من الرقي، إذ فضلا عن انعدام السببية بين الدين ومستوى الدولة، فإننا سنجد دولا عظمى لكنها لا تأخذ بأي دين من الأديان.

- أن نبتعد عن المناورة التي يلجأ إليها عادة بعض المتناظرين، وأن تتجنب المكابرة التي يتمسك بها ضعاف العقول؛ فقضية الدين أجل وأعظم من أن تكون مجالا للمحاورة، إنما ينبغي أن تتكاتف كافة الأطراف للبحث عن الحقيقة والوصول إليها، ليهتدي من يهتدي عن بصيرة، ويهلك من هلك عن بينة.

- عدم تأويل النصوص الواضحة الصريحة أو تفسيرها بما يخرجها عن ظاهر النص إلى معنى آخر لا يتفق مع هذا الظاهر.

- أن يكون الحكم والفيصل فيما نقول للعقل وحده بعيدا عما استقر في الوجدان من اعتناق كل منا عقيدة بدأت معه طفلا لايميز شيئا، واستمرت معه صبيا وصاحبته حتى صار رجلا.

[ثانيا: تحرير المصطلحات وتعريفها]

[١. الالتزام بشروط التعريف]

[الشرط الأول] التعريف جامعا أو منعكسا: أنه لا يخرج عنه شيء من المفرد التصوري الذي يشرح به، ومعنى كونه مانعا أو مطردا أنه لا يسمح بدخول شيء من غير المفرد التصوري الذي يشرح به.

[الشرط الثاني]: أن يكون أجلى وأوضح من المفرد التصووري الذي نشرحه، فإذا كان قولنا الشارح (تعريفنا) أخفى من المفرد الذي نشرحه أو مماثلا له في الخفاء، فإن المخاطب لن يستفيد شيئا من شرحنا وتعريفنا، بل يبقى في جهالته، ولا يستطيع أن نتصور هذا المفرد الذي نشرحه له عن طريق قولنا، كتعريف الأسد للأعجمي بأنه (الغضنفر) أو (القسورة)، والقول الشارح هنا أبعد وأخفى أو مماثل في الخفاء للقول المشروح، وكتعريف النار بأنها (استقصى من ألطف الاستقصات) فهذا أيضا تعريف بالأخص، وكل ذلك غير صحيح، لاختلال شرط كون التعريف أوضح وأجلى من المعرف.

<<  <   >  >>