للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

رحمت الله وفندر في الميزان

إن ادعى الغرب أن المسلمين طوروا آليات مقتبسة من الحضارة الغربية للرد على النصارى فمن باب أولى منذ ١٥٠ عاما وحتى الآن لم نجد أي تطوير إضافي لهم يرد على أسئلة المسلمين المثارة حول الديانة المنسوبة- تلك- إلى عيسى عليه السلام ومدى صحتها.

ولوضع رحمت الله وفندر في الميزان لابد من وضع الميزان - أولا - للحكم عليهما من خلال التالي:

[أولا: القواعد]

١ - لا يمكن اتباع الشرائع التي تخالف المنطق والعقل في عقائدها ولو جزئيا كذلك المنقول الصحيح لا يعارضه معقول صريح قط (١).

٢ - عند استصحاب الردود لابد أن تكون من أقوال المفسرين المعتبرة عند الطرف الآخر وأقواها حجة.

٣ - تحرير كل المصطلحات أولا من قبل البدء في الحديث.

٤ - تحديد الوجهة والهدف الذي يسير عليه المتناظران قبل المناظرة.

٥ - الإنصاف في النقل والتحري والرد والفصل في الأمور.

٦ - الاطلاع على جميع النسخ وتحقيقها قبل الرد.

٧ - الاستدلال يكون بكافة الأوجه الممكنة والمعتمدة للنص.

٨ - لا تقتبس من نصوص غيرك لتشهد بها لنفسك في حين أنك تنكر الباقي منها إلا إن كانت بتفسير غيرك المعتمد لديه.

٩ - ألا يكون المناظر ملتزما في أمر من أموره بضد الدعوى التي يحاول أن يثبتها، فإذا كان ملتزما بشيء من ذلك، كان حاكما على نفسه بأن دعواه مرفوضة من وجهة نظره. مثال: قالوا: " ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق " مع أنهم يعتقدون برسالة كثير من الرسل السابقين وهم بشر وليسوا بملائكة كما يرون الرسالة تكون للملائكة فقط.

١٠ - ألا يكون في الدعوى أو في الدليل الذي يقدمه المناظر تعارض، أي: ألا يكون بعض كلامه ينقض بعضه الآخر، فإذا كان كذلك كان كلامه ساقطا بداهة. مثل: ساحر مجنون، سحر مستمر (٢).


(١) مرجع سابق: ابن تيمية، الرد على المنطقيين، نشر: عبد الرحمن شرف الدين الكتبي، ص ٩٩.
(٢) مرجع سابق، عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة، ص ٣٦٧ (بتصرف).

<<  <   >  >>