فالكتاب المقدس عندهم يعلن كما يقول النصارى أن الإله الواحد قائم في ثلاثة أقانيم:
١. الآب (الله).
٢. الابن (عيسى).
٣. الروح (القدس).
وهي في وحدة كاملة هي الإله الواحد، الثالوث المقدس.
وفي رسالة يوحنا الأولى ٧: ٥ (فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد).
ومن خلال ما سبق يكون مجموع قولهم في التثليث ما يلي:
هو إله واحد، الأب والابن والروح القدس جوهر واحد متساويين في القدرة والمجد
ويفسرون هذا التوحيد (في نظرهم).
١ - وحدانية الله.
٢ - لاهوت الآب والابن وروح القدس.
٣ - أن هؤلاء الثلاثة أقانيم يمتاز كل منهم عن الآخر منذ الأزل إلى الأبد.
٤ - أن بينهم تميزاً في الوظائف والعمل وبعضها تنسب لهم جميعاً.
٥ - أن بعض أعمال اللاهوت تنسب إلى الثلاثة مثل خلق العالم وحفظه، وبعض الأعمال تنسب إلى الآب خصوصاً أو الإبن أو الروح القدس.
[الاتجاه إلى التأليه والصعوبات التي واجهتهم]
بدأ متى الاتجاه إلى تأليه المسيح؟ لعل هذه العقيدة وجدت في حياة المسيح في بذورها الأولى فإن عامة الناس ومنهم النصارى اعتادوا على تأليه كل من يجري خوارق للعادات ولما بدت هذه الظاهرة عندهم أراد أن يتأكد المسيح من سلامة أصحابه عن تلك العقيدة فسأل بطرس فأجاب إجابة اطمأن بها، وإن كان هناك بعض النزعات المريبة، وبعد رفع المسيح عليه السلام شاعت فكرة تأليه المسيح.
ولما كانت هناك صعوبات جمّة نجمت عن القول بالتثليث، حاول بعض النصارى أن يجدوا لها حلاَ، وقد طرقوا حلولاَ كثيرة وهي بإيجاز (١):
١_ التوفيق بين التوحيد في التوراة والتثليث عندهم.
فقالوا: إن التثليث في التوراة غير واضح، فوضحه العهد الجديد، وحاولوا أن يدللوا على ذلك بأن قال بعضهم: نحن نشرح العهد القديم في ضوء العهد الجديد.
(١) أحمد شلبي، المسيحية (القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، ط ١٠، ١٩٩٨ م)، ص ١٢٤.