للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[- أدرك رحمت الله سؤال فندر أنه وضع شرط الاستمرار في المناظرات التالية مقابل هذ الاعتراف، إلا أنه بذكاء رحمت الله الحاد ودربته في التناظر اكتفى بإن إثبات التحريف والنسخ دال على إبطال التثليث كذلك؛ لأنه لايوجد لفندر سوى الأدلة النقلية وأقوال المسيح، وعلى الرغم من ذلك فإن رحمت الله لما شرع في تأليف إظهار الحق بنى مبحث إبطال التثليث على صحة الكتاب المقدس حتى يكون أبلغ وأقوى في الرد بالإضافة إلى إبطالها بالنقل وأقوال المسيح كذلك، كما اهتم بمبحث انقطاع السند].

قال الفاضل النحرير: إنَّ هذَين المفِّسرَين كما كَتَبا الأمورَ التي نقلتموها زاعمين أنها مفيدةٌ لمقصودِكم هكذا كتباهما وسائر المفسِّرين كافة أنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله ومنكره كافرٌ، والقرآنَ كلامُ للهِ بلا شك؛ فهل تُسَلِّمون أقوالهم هذه أيضاً؟ قال القسيس: لا! .قال الفاضل: فكذا لا نُسَلِّم القولَ الآخر لعلمائكم.

[- سؤال للتسلل والهروب لكن الجواب رادع بحق].

والتفت الفاضل فيض أحمد باشكاتب إلى القسيس فندر، وقال: العجبُ أن يقع التحريفُ في الكتاب ولا يقع نقصٌ ما! !

فبالنسبة للتحريف - أثبت فندر عدة مواضع للتحريف بما يسمى (سهو الكاتب)، ولكنها ليست في المتن؛ حيث قصد أمور التثليث وما شابهها .. محتجا بقبول ذلك بنسخة قديمة مقابل حديثة - إن وجدت - مع إصراره على أن الإنجيل ما حرف إلا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم تهرب فندر، وحرف ما ورد في المناظرة - من تقريرات - استلزم ايقاف المباحثات، والمكتوبات، من جانب رحمت الله (١).

نتائج المناظرة (٢):

١. لم يمهل فندر خصمه رحمت الله كثيرا حتى يستوفي مسألته فكان يقاطعه في كثير من الأحيان وهذا يفسد عليه توارد أفكاره.

٢. يختار أحد المتناظرين دور المدعي أو المعلل أو المجيب والآخر دور المعترض أو السائل أو المانع، وقد كان فندر يكثر من كونه معللا ورحمت الله من كونه معترضا أو سائلا.

٣. لم يتقيد فندر بالمناظرات الفرعية التي تولدت عن تعرض دعاوى المنع كأنه لا يجدد منع ما سبق إثباته، وثبت جليا بعد انتهاء أعمال المناظرة والمكاتبات التي تلت ذلك.

٤. لم يخل رحمت الله بالقواعد التي تم إرساؤها سواء كان قولا أو فعلا يؤدي إلى جعل فندر يمتنع عن الجواب وينسحب من المناظرة.

٥. أفحم رحمت الله فندر إذ أعجزه عن إقامة الدليل على صحة دعواه.

٦. من حق رحمت الله على فندر أن يقدم تفسيرا أو شواهد ترفع الغرابة والإجمال.


(١) انظر المرجع السابق: المناظرة الكبرى بين العلامة الشيخ رحمت الله والدكتور القسيس كتبها: السيد عبد الله الهندي ترجمة: رفاعي الخولي الكاتب بعناية: بسام عبد الوهاب الجابي، ص ١٢٣ وما بعدها.
(٢) انظرمرجع سابق: طه عبد الرحمن، في أصول الحوار وتجديد علم الكلام، ص ٣٥ - ٨٥.

<<  <   >  >>