للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السلام نبي صادق ومسيح موعود بريء عن دعوى الألوهية، وافترى أهل التثليث عليه في هذا الأمر" وقد ذكر رحمت الله مائة وخمسة وعشرين اختلافا (١).

القسم الثاني في بيان الأغلاط: وهي غير الأغلاط التي مر ذكرها في القسم الأول. وأورد رحمت الله مائة وعشرة غلطا.

أمثلة:

[١] وقع في الآية الأربعين من الباب الثاني عشر من سفر الخروج أن مدة إقامة بني إسرائيل في مصر كانت أربعمائة وثلاثين سنة، وهذا غلط، لأن هذه المدة مائتان وخمس عشرة سنة، وقد أقر مفسروهم ومؤرخوهم أيضاً أنه غلط.

[٢] وقع في الباب الأول من سفر العدد أن عدد الرجال الذين بلغوا عشرين سنة من غير اللاويين من بني إسرائيل كانوا أزيد من ستمائة، وأن اللاويين مطلقاً ذكوراً كانوا أو إناثاً وكذلك إناث جميع الأسباط الباقية، وكذا ذكورهم الذين لم يبلغوا عشرين سنة خارجون عن هذا العدد. وأورد إلى مائة وعشرة خطأ ورد عليهم بوجوه عدة.

أما الفصل الرابع فقد أبطل إلهامية الكتب المقدسة ويدل على بطلانه وجوه كثيرة اكتفى رحمت الله بسبعة عشر وجهاً (٢).

[منهج رحمت الله في رد الكتاب المقدس كما بينه]

- إن التوراة الأصلي، وكذا الإنجيل الأصلي فقدا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، والموجود الآن بمنزلة كتابين من السير مجموعين من الروايات الصحيحة والكاذبة، ولا نقول إنهما كانا موجودين على أصالتهما إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقع فيهما التحريف.

- كلام بولس على تقدير صحة النسب إليه أيضاً ليس بمقبول عندنا لأنه عندنا من الكاذبين الذين كانوا قد ظهروا في الطبقة الأولى، وإن كان مقدساً عند أهل التثليث، فلا نشتري قوله بحبة.

- والحواريون الباقون بعد عروج عيسى عليه السلام إلى السماء نعتقد في حقهم الصلاح، ولا نعتقد في حقهم النبوة، وأقوالهم عندنا كأقوال المجتهدين الصالحين محتملة للخطأ.

- وفقدان السند المتصل إلى آخر القرن الثاني، وفقدان الإنجيل العبراني الأصلي لمتى، وبقاء ترجمته التي لم يعلم اسم صاحبها أيضاً الآن باليقين، ثم وقوع التحريف فيها صارت أسباباً لارتفاع الأمان عن أقوالهم.

- في كثير من الأوقات ما كانوا يفهمون مراد المسيح من أقواله.


(١) انظر المرجع السابق، ص ١٦٨ وما بعدها.
(٢) انظر: المرجع السابق، ص ٣٥٣ - ٤٢٥.

<<  <   >  >>