للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرض رحمت الله مقدمات منطقية رياضية ليثبت صحة كلامة وسلامه حججه، كما يورد بعض تعليقاته الشخصية، أما فندر فأسقط معان محددة - من واقع فهمه - للآيات ثم يقوم بالترجيح ثم الإثبات ولا توجد لديه استدلالات واضحة.

استدل رحمت الله بالحقائق التاريخية، وعن طريق ضرب الأمثال، وبأقوال النصارى، ومؤرخي المسلمين، أما فندر فلا أجد له استدلالات بأقوال النصارى إلا أنه استدل بأقوال بعض علماء المسلمين لكن أحيانا دون عزو محدد.

حدد رحمت الله مفاصل الكتاب الكبرى والموضوعات الجدلية، وقسم مباحث كتابه بشكل مفصل، أما فندر فاستخدم أسلوب التدرج والتتابع والاستنتاج بناء على معان محددة مبنية على اجتهاد شخصي ثم الترجيح والإثبات.

حدد رحمت الله المصادر والمراجع التي اعتمدها في كتابه، وكانت أغلبها منسوبة للبروتستانت؛ لغلبة منصريها في الهند آنذاك، أما فندر فيورد أقوالا غير مثبتة عند المسلمين مثل: توقيع علي بن أبي طالب، ولا يقدم سندا أو أوأية أدلة دامغة على ما يقول وما يثبت إلا أنه حدد القليل من مصادره مثل: عزوه لتفسير البيضاوي وكثيرا ما يلجأ إليه.

عرض رحمت الله نماذج مختلفة للتحريف الذي اتسمت به كتب المنصرين من ميزان الحق، وحل الإشكال، ومفتاح الأسرار، واعترف فندر بأنه على مدار التاريخ سقط المسيحيون في الوثنية على فترات مختلفة، كما اعترف بالتحريف في أكثر من موضع في المناظرة الكبرى.

اعتمد رحمت الله في قضية التثليث على المنهج العرضي النقدي؛ أي عرضها ونقدها في آن واحد، واعتمد البراهين العقلية والنقلية، أما طريقة فندر في الرد فتكون بما ورد في الكتاب المقدس فقط ولا اعتبار لأية زوايا أو احتمالات أخرى.

اعتبر رحمت الله المنطق والتاريخ في حججه؛ فقد أثبت التحريف والنسخ عن طريق ضرب الأمثال من الكتب المقدسة وإيراد الشواهد مثل: الحوادث التي مرت من تدمير ملكهم، وتغيير معتقدهم، وتناقض أخبار الأيام في الأسماء والأعداد، ولم يكن هناك رسم للكتابة فضلا عن صعوبتها في الحجارة، كما أن إنجيل متى مفقود، والموجود هو ترجمة الترجمة باليوناني، بالإضافة إلى الجهل بنسبة الترجمة واسم مترجمها. إلا أن فندر يرد على موضوع النسخ بذكر بعض آيات من القرآن الكريم؛ حيث يستشهد بها على جواز النسخ في القرآن فقط، وأنه لاتوجد آية دالة على نسخ القرآن للكتب السابقة، وأيد قوله ببعض مقولات - ذكرها - لرحمت الله الهندي في كتابه إظهار الحق! . ومن الواضح أن فندر لايفرق بين نسخ الأحكام ونسخ العقائد، وأن العهدين القديم والجديد يكملان بعضهما البعض، وعلى ذلك فالقرآن هو مجرد ناقل.

قسم فندر الوصايا إلى طقسية وأدبية واستنتج أنه كما لايمكن نسخ الوصايا الأدبية مثل: الزنا والسرقة فلايمكن نسخ الإنجيل أو التوراة، وأن المسيحيين لم يلتزموا فقط بالوصايا الطقسية، ويساوي بين الأقانيم الإلهية والصفات الإلهية، ولايفرق بين الحواري والرسول كما لايفرق بين النسخ والقراءات المختلفة، ويرى أن وسائل الحصول على المغفرة في الإسلام سطحية، وخارجية، وغير قابلة للممارسة والتطبيق - في وجود القداسة الإلهية والعدالة - واعتبر هذا

<<  <   >  >>