للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أثبت المؤلف أنه لا سند للكتاب المقدس، ولا يمكن الاعتماد على الظن وبعض القرائن فقط (١).

يستند رحمت الله كثيرا إلى تفسير هنري واسكات عند النصارى ربما بسبب ما حمله الدكتور وزير خان معه من كتب عندما كان يدرس في لندن. ويبين إنصاف بعض مفسري الكتاب المقدس - إن لزم الأمر - إنصافا منه وتقديرا - واعتراضا - بما لهم وما عليهم. وتساءل عن من ترجم متى؟ - لم لا يكون لوقا ملهما، وإن لم يكن من الحواريين فكيف يعتبر ويصدق إنجيله .. ومن هو ايليا؟ وهل جلس عيسى على كرسي داوود؟ وكيف تم نسب بولس يواقيم حسب نسب متى! ويورد أحيانا الدليل بالفارسي، وكثيرا ما يورد ترجمته.

استشعر الباحث أنه حبر من أحبار النصارى وهو يقرأ له؛ فهو دقيق جدا في التوصيف والنقد.

احتج بأنه وإن كان لا يعلم يوم القيامة سوى الآب؛ فهذا ينفي التثليث لأن الابن لا يعلم فكيف بالإله لا يعلم! آية ٣٢ باب ١٣ مرقس (٢).

جاءت عبارة (ويكون اللفظ أعذب) وردت كلمة " أعذب " في كتابه مرفوعة على خلاف! (٣).

وفي طريقته للرد على فندر، يورد آيات من الكتاب المقدس في نفس الشبه التي ألقاها من القرآن، كشبهة الجنة وما تحويها من القصور والأنهار (٤).

تواضع رحمة الله وأخلاقه أبت إلا أن يذكر أن الفاضل عباس علي الجاجموي الهندي صنف أول كتاب في رد أهل التثليث وسماه " صولة الضيغم على أعداء ابن مريم "، ثم ناظر ويت ووليم -القسيسين - في بلد كانفور - من بلاد الهند - وألزمهما، ثم اختصر كتابه وسمى مختصره " خلاصة صولة الضيغم " ومناظرته كانت قبل أن يناظر رحمت الله فندر في أكبر آباد بمقدار ٢٢ سنة (٥).

استطاع من خلال عرض معمق ومؤصل أن يقنع القارئ بأنه وإن كانت المقولة بأن الإسلام انتشر بحد السيف فكذلك فعلت النصرانية (٦).

يستنكر كيف يؤتمن النبي وقد أخرج النصارى الأنبياء من عصمتهم إلا فيما يبلغه عن ربه. علق فيها أنه لعل إله النصارى في زعمهم أقوى من إله المسلمين، وكذلك لما لم تكن العصمة من ذنب من الذنوب، حتى الشرك وعبادة العمل، والأصنام، والزنا، والسرقة، والكذب، حتى في تبليغ الوحي، وغيرها من المعاصي، شرط للنبوة عندهم، كانت


(١) المرجع السابق، ص ٢٧ - ص ٤٠.
(٢) المرجع السابق، ص ٥٥.
(٣) المرجع السابق، ص ٢١٤.
(٤) المرجع السابق، ص ٢٤٢.
(٥) المرجع السابق، ص ٣٣٥.
(٦) المرجع السابق، ص ٣٧٣.

<<  <   >  >>