للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - عقيدة التثليث عقيدة اجتهادية بحتة، مصدرها فهم بعض رؤساء الدين ولا يصح في منطق العقل أن تكون أمور العقائد من وضع البشر- بل هي من الله- ومن رأى قرارات المجامع!

٢ - إذا كان المسيح عليه السلام أحد الأقانيم الثلاثة ومعروف أنه تلحقه الأعراض البشرية كالجوع والعطش والشبع والأكل وغير ذلك، بينما الآب والروح القدس لا يلحقهما شيء من هذا، فكيف يكون واحداَ من تلك الثلاثة ويلحقه ما لا يلحقها؟

٣ - عقيدة التثليث لم يأت بها نبي من الأنبياء ولا في كتاب سماوي، ومن طالع التوراة لم يجد فيها لا تصريحاَ ولا تلميحاَ، فلو كانت عقيدة التثليث حقا لوجب على موسى وسائر أنبياء بني إسرائيل وآخرهم عيسى عليه السلام أن يبينوها حق التبين.

٤ - أهل التثليث يعتقدون أن عقيدتهم هذه هي مدار النجاة فكيف فارق أنبياء بني إسرائيل كلهم الدنيا دون أن يبينوا هذه العقيدة بيانا واضحا صريحاً، في وقت بينوا فيه أموراَ أقل أهمية بكثير.

٥ - جاءت امرأة وطلبت من عيسى أن يقعد ابنيها أحدهما عن يمينه والثاني عن شماله فقال عيسى عليه الصلاة والسلام: ( ....... وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا الذين أعد لهم من أبى) متى: ٢٠: ٢٤.

قال ابن حزم: " في هذا الفصل بيان أنه ليس إليه من الأمر شيء وأنه غير الأب كما يقولون بخلاف دينهم فإذا هو غير الأب وكلاهما إله فهما إلهان إثنان متغايران أحدهما قوي والآخر ضعيف لأنه بإقراره ليس له قدرة على تقريب أحد إلا من وهب له ذلك الذي يسمونه أبا وليت شعري كيف يجتمع ما ينسبون إليه ههنا من الاعتراف بأنه ليس بيده أن يجلس أحد عن يمينه ولا عن شماله وإنما هو بيد الله تعالى مع ما ينسبون إليه من أنه قدر على إعطاء مفاتيح السموات والأرض لأنذل من وجد وهو باطرة وأنه يفعل كل ما يفعله الأب " (١).

٦ - أنه باطل بأقوال المسيح الكثيرة ومنها: " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته " يوحنا ١٧: ٣ (٢).

وفي حديثنا عن السند والدليل وتحرير المصطلح ولكن على الجانب الإسلامي؛ نجد أن القرآن قد نقل بطريق التواتر من ثقة إلى ثقة ومن لسان إلى لسان ومن نص إلى نص، وبصرف النظر عن القضية المثارة حول حرق النسخة الأولى، إلا أنه قد نقل بطريق التواتر المتفق عليه المعتمد المشهور بين جمع إلى جمع.


(١) الفصل لابن حزم ٢/ ٣٧
(٢) للتوسع انظر: اظهار الحق ٣/ ٦٨٢ _٧٣٠، ومختصره ١٢٥ - ١٤٦، محمد أحمد الحاج، النصرانية من التثليث إلى التوحيد ([د. م]: دار القلم، ط ١، ١٤١٣ هـ- ١٩٩٢ م)
ص ٢٤٢ وما بعدها.

<<  <   >  >>