للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بتحويلهم بعيدا عن مصلحة الإسلام وفي خدمة المسيحية الدولية وهو المطلوب والأكثر فعالية والأبعد أثرا" (١).

أنشأ المعمدانيون الإنجليز أول هيئة تنصيرية بروتستانتية عام ١٧٩٢ م، وبدأت البعثات التنصيرية عملها بالمناطق النائية حيث ينتشر الجهل فيها؛ فتأسست جمعية لندن التبشيرية عام ١٧٩٥ م، ثم تأسست كلية اسكندروف لتخريج المنصرين وبدأوا بالمناطق النائية لكثرة الجهل فيها (٢).

أما ما وصلنا إليه في العصر الحديث فيعد صموئيل زويمر " Zeimer"[١٨٦٧ م- ١٩٥٢ م] وهو مبشر هولندي قضى خمسين عاما في التبشير في الشرق الأوسط ومن أشد المنصرين تعصبا، فقد كان رئيس إرسالية التبشير بالعربية في البحرين، ورئيس جمعيات التنصير في الشرق الأوسط، وكان يتولى إدارة مجلة العالم الإسلامي الإنجليزية التي أنشأها عام ١٩١٩ م ولاتزال تصدر إلى الآن من هارتيفورد. دخل البحرين عام ١٨٩٠ م، ومنذ عام ١٨٩٤ م قدمت له الكنيسة الإصلاحية الأمريكية دعمها الكامل. كانت أبرز مظاهر عمل البعثة التي أسسها زويمر في حقل التطيب في منطقة الخليج - وتبعا لذلك - فقد افتتحت مستوصفات لها في البحرين والكويت ومسقط وعمان، ويعد زويمر من أكبر أعمدة التنصير في العصر الحديث، وقد أسس معهدا باسمه في أمريكا لأبحاث تنصير المسلمين، وقال في مؤتمر القدس التنصيري عام ١٩٣٥ م: "إن مهمة التبشير التي ندبتكم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريما، وإنما مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من الإسلام؛ ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله وبالتالي، لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياته (٣).

من هذا المدخل يتبين أن:

- مساحة الهند الممتدة الشاسعة، ووفرة مواردها النسبية، وعدد سكانها الكبير، كذلك انتشار الإسلام فيها، أغرى الاستعمار للسيطرة عليها.

- تعتبر تلك الفترة من أهم فترات المواجهة بين الإسلام والمسيحية.

- ساعد انتشار التصوف المغالي، وساعدت الآراء الفلسفية، على بناء حواجز حقيقية لفهم الإسلام، ودوره الحقيقي.

- امتد الدور التنصيري - في بلاد العالم الإسلامي - والذي كان مناصرا وداعما للاستعمار والحروب الصليبية.


(١) ((مرجع سابق: رسالة الأزهر، رحمت الله الهندي وجماعته وجهودهم في مواجهة الحملات التبشيرية، ص ٩٨.
(٢) انظر مرجع سابق: رسالة الأزهر، رحمت الله الهندي وجماعته وجهودهم في مواجهة الحملات التبشيرية، ص ١٠٢، ص ١٠٣، ومحمد الفاضل بن علي اللافي، دراسة العقائد النصرانية، ص ٩٣.
(٣) انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، إشراف ومراجعة د. مانع الجهني، (د. م: دار الندوة العالمية، المجلد الثاني، الطبعة الرابعة، ١٤٢٠ هـ)، ص ٦٦٦ - ص ٦٦٩. انظر: بربارا براون، نظرة عن قرب في المسيحية، ترجمة المهندس مناف حسين الياسري (كندا: نشر توحيد، بدون ط، ١٩٩٣)، ، ص ٨٨.

<<  <   >  >>