للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا طائل من ورائه؛ حيث لم يتم الرد - إلى الآن - على أسئلة المناظرة من حيث إثبات سند الكتاب المقدس بعد الاعتراف بتحريفه.

٩ - لا يستلزم في الدعوة إلى الإسلام أن تكون كمثل الحقيبة Package أو على هيئة قوالب جامدة، بل يمكن إعادة تقديمها وتحريرها إلى قوالب جزئية؛ فلا يشترط في الدعوة إلزام الباحث عن الإسلام يصوم كمسلم في بداية أمره، بل يمكنه فعل ذلك وهو على دينه؛ حيث يتعلم الاستفادة من الصيام، وتجربة أثره مع المسلمين؛ لعله ينتفع ويتعلم ويتأثر فيسلم، وعلى ذلك مختلف الشعائر باستثناء المنهي عنه كدخول المسجد والمكوث فيه ... الخ

من هنا وبعد تطوير القواعد والشروط الإجرائية في المناظرات - كما ذكرت - يمكن بذلك تطوير النموذج الحواري وتوسيعه وتدقيقه - لكي يستوعب الكثير من جوانب المناظرة - ومن دعم هذا التوسيع والتدقيق بتوظيف نتائج النظريات الحجاجية المستحدثة التي أولت اهتماما كبيرا للمقومات التداولية للحوار. بل في الإمكان أن يبنى تصور للمناظرة نفسها يكون أوسع وأشمل مما عرفه إلى حد الآن منظروا الحوار الإسلامي؛ فقد يتصور أن يشارك فيها أكثر من متناظرين وأن تتنوع دعاويهم ووظائفهم، وقد يعين مذاهبهم وغاياتهم ومعتقداتهم، وتصورات بعضهم عن بعض، والزمن الذي تستغرقه المناظرة بينهم، وقد يجعل الغلبة مراتب، فيحدد درجة غلبة كل من المتناظرين في كل مستوى من مستويات المناظرة.

الاحتياجات لتحويله لمشروع دعوي: إن الحاجة هي تأسيس موقع الكتروني ديناميكي وتطبيق محمول خاص به - كما شرحت سابقا - وتوظيف مجموعة من الدعاة والموظفين الثابتين غير المتطوعين لإدارتهما. يفترض أن تكون القيمة عالية للجودة العالية ولتشمل القيمة كافة الأصول، والمصاريف النثرية والثابتة من: مكان وتسويق وإعلان ودعاية ومتابعة وإدارة وتوظيف ... الخ

وأخيرا يجب العمل على التقدم في علم الاستغراب؛ حيث يصبح في مقابل علم الاستشراق ضرورة ملحة في عصر الثورة المضادة بعد أن عاد الغرب بهجمته الاستعمارية الثانية بعد هجمته الاستعمارية الأولى، إثر حركات التحرر الوطني ... حيث يهدف هذا العلم إلى إحالة الثورات الحديثة من عثراتها، واستكمال عصر التحرر من الاستعمار، والانتقال من التحرر العسكري إلى التحرر الاقتصادي والسياسي والثقافي، وقبل كل شيء التحرر الحضاري. فطالما أن الغرب قابع في قلب كل منا كمصدر للمعرفة وكإطار مرجعي يحال إليه كل شيء للفهم والتقييم فسنظل قاصرين في حاجة إلى أوصياء. العمل على تحرير الأرض من الغزو الخارجي، الاستعمار والصهيونية، الحريات العامة ضد صنوف القهر والتسلط والطغيان الداخلي، العدالة الاجتماعية في مواجهة هذا التفاوت الضخم بين الأغنياء والفقراء، وحدة الأمة في مواجهة التجزئة والتشتت والتشرذم، التنمية الشاملة في مقابل التخلف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي، الهوية ضد التغريب والتبعية والتقليد، وأخيرا تعبئة الجماهير وحشد قواها وتجنيد طاقاتها في مقابل اللامبالاة والفتور وعدم الاكتراث.

<<  <   >  >>