للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تخصني؛ فهناك من يقول إن عماد مسعود الدين هو مجرد شخص خيالي، أدنى شك يشارك فيه بعض الأشخاص في بيشاور. ويقول آخرون أني أصبحت مسيحيا لتحقيق مكاسب دنيوية. كما أن بعض المسلمين الأرثوذكس لا يعتقدون أنني أصبحت مسيحيا حقا، وهو الرأي الذي أعرب عنه الناس في كارولي وأماكن أخرى وهكذا، واعتبرت أنه من الضروري أن أروي قصتي الكاملة بهذه الطريقة حتى يتسنى لكل الذين يعرفونني أن يدركوا أن موضوع هذا المؤلف حق.

بقدر ما أستطيع أن أؤكده، أن أجدادي يقيمون في مدينة هانسي. كان واحدا من اثني عشر من القديسين في المدينة هو الشيخ جمال الدين مسعود، والد جلال محي الدين، والد الشيخ فتح محمد، والد مولانا محمد سردار، والد مولوي محمد فاضل، والد المولوي محمد سراج والد مسعود الدين، هو والدي ووالد إخواني وأخواتي. من شيوخ بلادي ولقد سمعت أن أجدادي قد شغلوا مناصب متميزة إلى حد ما في عهد شاه جيهان. وخلال فترة ما بقيت ممتلكاتهم دون عائق، ولكن مع قدوم الإدارة الجديدة في عهد جدي، ومصادرة جميع ممتلكاته، وذلك بسبب إهماله، من قبل الحكومة البريطانية. احتاجت أسرتنا أن تعتمد على التدريس لتدبير المعاش.

[عماد مسعود سراج فاضل محمد فتح جلال جمال]

يعتبرنا الناس من بانيبات؛ لأن جدي محمد فاضل انتقل للإقامة من هانسي إلى بانيبات بعد أن فقد ممتلكاته. بانيبات شعب نبيل- وللأجيال أقول أنه كان مسلمو بانيبات متحمسين للدين الإسلامي وعلى دراية جيدة بالشريعة- وهي بلدة من العصور القديمة يدعو المسلمون فيها، وقد برعوا في التزكية الروحية والدراسات الإسلامية. يمتلكون المكتبات الجيدة التي تحتوي على العديد من الكتب العربية والفارسية. قرر جدي الانتقال إلى بانيبات بسبب غلام محمد خان الأفغاني، الذي تتمتع أفراد أسرته بمناصب سلطوية منذ عهد المغول وقد كان رجلا ذا شأن وزعيم مهم في تلك المدينة. وقد أصبح صديقا لجدي، وقد كان له الشرف العظيم منه أن علمه وساعده بطرق مختلفة. وهكذا عاش جدي في هذه المدينة بصحبة غلام محمد خان - وهو رجل ذو شرف واحترام - وكتابع للعقيدة الإسلامية. لا يزال والدي، مولوي سراج الدين مسعود يقيم في نفس المدينة. وقد أمضى حياته كلها في العبادة والتمسك بالشريعة الإسلامية، وكرمه أبناء غلام محمد خان الأفغاني واعتبروه معلما بنفس الطريقة. نجح عبد الله محمد خان الأفغاني أن يسير على درب جده غلام محمد خان الأفغاني، وأصبح الآن زعيم المدينة وعلى الرغم من أن حالته تدهورت إلا أنه لا يزال يكرم والدي.

والدي الآن رجل عجوز، لكنه يتابع أوقات العبادة بشكل منتظم عن أي وقت مضى - صلاة وتهجد وقيام ليل مستمر - بلا هوادة - وعلى الرغم من كبر سنه لكني مازلت أقنعه من خلال رسائلي، وأنقل له رسالة الرب، والأخبار السارة عن خلاصه، وهو سيقبلها - إن أراد - فالأمر متروك له، والمشكلة هي أن القادة الروحيين المسلمين في شبكة من شباك الجهل والخطأ. هم يعتقدون أنه -من خلال محمد - صلى الله عليه وسلم - - يعرفون كل شيء عن أهمية الأنبياء وسر القانون الإلهي. ولأنهم لم يقرأوا الإنجيل والتوراة؛ فهم يتحدثون دائما عن الفساد وإلغاء تلك الكتب المقدسة على أساس ادعاءات محمد - صلى الله عليه وسلم -، كذلك لم يتواصلوا مع المسيحيين ويستفسروا عن الحالة الحقيقية لتلك النصوص المقدسة - وللأجيال هم يعيشون في حالة من خداع النفس-

<<  <   >  >>