وانظر (السنن الكبرى: ٤/ ٣٤٦ كتاب الحج، باب العمرة في رمضان). قال ابن العربي: "عدل العمرة في رمضان بحجة يكون لأحد ثلاثة معان: أحدها: أن ينسحب فضل رمضان على العمرة، فيجتمع من الوجهين ما يعادل الحج. ثانيها: أنه روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: - وذكر رمضان - لله في كل ليلة عتقاء من النار، كما أن له يوم عرفة عتقاء من النار. ثالثها: أن المعتمر في رمضان أجاب الداعيين: داعي الحج وهي قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا} [الحج: ٢٧] الآية، وأجاب داعي رمضان، وهي قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر". وقوله في الزيادة: "تعدل حجة معِي" زيادة في الفضل فإِن النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذا وقف مع الخلق فدعا ودعوا معه كانت تلك وسيلة كريمة للإِجابة، فلما استأثر الله تعالى برسوله خلف فينا شهر رمضان، تنال تلك البركة فيه، كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: ٣٣]، ثم استأثر الله تعالى برسوله، ثم قال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ} ... إِلى قوله: {يَسْتَغْفِرُونَ} فصار الاستغفار خلفًا لنا من الأمن من العذاب عن وجود شخصه الكريم معنا". (القبس: ٢/ ٥٦٢ - ٥٦٤).