للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقل القاضي عياض في "المدارك" قال مصعب (١): لما قدم أمير المؤمنين المهدي (٢) المدينة استقبله مالك وغيره من أشرافها على أميال، فلما بصر بمالك انحرف المهدي إِليه، فعانقه وسلم عليه (٣).

[تنبيه]

وفي تلقِّي مالكٍ وأشراف المدينة المهديَّ على أميال دليل على أن العمل عندهم على ذلك، وأنه لا بأس بذلك لأهل الفضل.

وكره مالك معانقةَ الرجلِ الرجلَ، وتلا قوله تعالى (٤): {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} (٥).

وأمَّا تقبيل اليد والرأس وغيرهما فقال ابن يونس: سُئل مالك - رحمه


(١) مصعب بن عبد الله بن مصعب أبو عبد الله القرشي الأسدي، من أحفاد الزبير بن العوام. صحب مالكًا وروى عنه الموطأ، وكان عالمًا بالأنساب والشعر والأخبار، وثقه يحيى بن معين. ت ٢٣٦ وعمره ٧٦ أو ٧٧ سنة. (طبقات ابن سعد: ٥/ ٤٣٩، المدارك: ٣/ ١٧٠).
(٢) محمد بن عبد الله المنصور العباسي، أبو عبد الله المهدي بالله من الخلفاء العباسيين بالعراق ولد سنة ١٢٧ وولي بعد أبيه بعهد منه سنة ١٥٨. ت ١٦٩.
(الأعلام: ٧/ ٩١، تاريخ بغداد: ٥/ ٣٩١ رقم ٢٩١٧، تاريخ الطبري: ١٠/ ١١).
(٣) كذا في (المدارك: ٢/ ١٠٢) بزيادة: وسايره، ويلي ذلك نصيحة مالك للمهدي.
(٤) الجامع لابن أبي زيد: ١٩٤.
(٥) الأحزاب: ٤٤ وتماما { ... وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>