وقد ردت عائشة ذلك. ومن قال: إِنه - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع كان متمتعًا أو قارنًا قال: إِنه اعتمر أربع عمر. (المقدمات: ١/ ٣٠٤ - ٣٠٥). وانظر (مختصر سنن أبي داود وتهذيب ابن القيم: ٢/ ٤٢٣). (١) أكد أبن قيم الجوزية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمر بعد الهجرة أربع عمر كلهن في ذي القعدة: عمرة الحديبية وعمرة العام المقبل، وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين، وعمرة من حجته، فإِن كان قارنًا، لعدة أدلة. واستدل ابن القيم على ذلك بعدة أحاديث. وقال: "أما قول عبد الله بن عمر: إِن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمر أربعًا إِحداهن في رجب فهو وهم منه رضي الله عنه. قالت عائشة لما بلغها ذلك عنه: يرحم الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرة قط إِلا وهو شاهد، ما اعتمر في ربج قط". (مناسك الحج والعمرة لابن القيم: ١٧ - ٢٠). وحديث عائشة أخرجه البخاري في (الصحيح، كتاب العمرة، باب: كم اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم -) وانظر (فتح الباري: ٣/ ٥٩٩ - ٦٠٢).