كتاب "إِرشاد السالك إِلى أفعال المناسك" ينطق عنوانه أنه من صنف كتب المناسك، وأن موضوعاتِه الأصلية أحكامُ شعيرةِ الحج، فهو يرشد سالك طريق بيت الله الحرام للحج إِلى الأعمال المشروعة لأداء هذا الركن من أركان الدين الإِسلامي الحنيف.
وقد رأى مؤلفه البرهان بن فرحون أن يمهد لهذه الأحكام بموضوعين كبيرين: أحدهما: الترغيب في الحج والعمرة وتوضيح فضلهما؛ وثانيهما: آداب سفر الحج.
وبهذين الموضوعين يحرك وجدان المسلم لأداء النسكين، ويثير حنينه إِلى البيت الحرام، ويرغبه في الثواب الموعود للحاج والمعتمر، كما يعرفه بما يستعد به لرحلة الحج، وما يتأدب به من الآداب الإِسلامية خلال هذه الرحلة.
وأفرد كل موضوع منهما بباب، مدرجًا تحت الباب الأول بابين صغيرين، أولهما: لما جاء في فضل العمرة، وثانيهما: لما جاء في حج الماشي والراكب، وقد ضمَّنه عشرة فصول، جاعلًا تحت الفصل مسألة أو أكثر.
وتحت باب آداب سفر الحج خمسة فصول تتفاوت في طولها، وتدخل تحت بعضها مسائل، أورد كلًا منها تحت عبارة (مسألة) دون ذكر عنوان لها.
وكان هذا شأنه في سائر أبواب كتابه التي ضمنها في الغالب فصولًا، كثيرًا ما تتضمن مسائل وفروعًا وتنبيهات، للفت انتباه القارئ وإبراز الأحكام