للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في حديث طويل: "أنَا الله ذو مكَّة سُكَّانُهَا خيرتِي وجيرَانِي، وعمَّارها وزوَّارُهَا وفدِي وضيفاني في كنفِي، وافدين عليَّ في ذمَّتي وجوَاري، أعمره بأهلِ السمَاء وأهلِ الأرضِ يأتونهُ أفواجًا شُعْثًا غُبْرًا، وعلى كل ضامِرٍ يأتينَ منْ كُلِّ فجًّ عميقٍ، يَعُجُّونَ (١) بالتكبير عجيجًا، ويرجُّونَ (٢) بالدُّعَاءِ رجيجًا، وينتَحِبُون بالبُكَاءِ نحيبًا، من اعتمَرَهُ لا يُرِيدُ غيْرَه فقد زَارَني، ووفَدَ عليّ، ومن نزل بي فحُقَّ عليَّ أنْ أتْحِفَهُ بِكَرَامَتِي، وحُقَّ علَى الكريمِ أنْ يُكْرِم ضيفَه ووفْدَهُ، وأن يُسْعِفَ كُلَّا بحَاجَتِهِ" (٣).

قال عبد الملك بن حبيب (٤): وأفضل شهور السنة للعمرة شهر رجب وشهر رمضان.


(١) العج: رفع الصوت بالتلبية (النهاية: ٣/ ١٨٤، عجج).
(٢) رجَّة القوم: اختلاط أصواتهم، والرجّ: التحريك بشدة (اللسان: رجج).
(٣) لم أهتد إِلى تخريجه.
(٤) عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جهانمة بن عباس بن مرداس السلمي، أبو مروان الأندلسي. فقيه مالكي، له رحلة مشرقية أخذ فيها عن أصحاب مالك، وكان مفتي قرطبة ورئيس المالكية بها، من تآليفه الواضحة: والفرائض والورع. ت ٢٣٨ وقيل: ٢٣٩.
(الأعلام: ٤/ ٣٠٢، بغية الملتمس: ٣٦٤، تاريخ العلماء لابن الفرضي: ١/ ٣١٢، تذكرة الحفاظ: ٢/ ١١٧، جذوة المقتبس: ٢٦٣، الديباج: ٢/ ٨، شجرة النور: ١/ ٧٤ رقم ١٠٩، المدارك: ٤/ ١٢٢، ميزان الاعتدال: ٢/ ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>