للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد حج الحَسَنُ بن علي (١) - رضي الله عنهما - خمس عشرة حجة ماشيًا، وإن النجائب (٢) لتقاد معه، ولقد قاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات، حتى إِنه ليعطي الخفَّ ويمسك النعلَ. رواه البيهقي (٣).

ورُوي أن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرض، فجمع بنيه وأهلَه، فقال لهم: يا بَنيَّ إِنِّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ حَجَّ مِنْ مَكَّة ماشيًا، حتَّى يرجِعَ إِليهَا، كتب الله لهُ بكلِّ خطوةٍ سبعمائة حسنة من حسنات الحرم". فقال بعضهم: وما حسنات الحرم؟ فقال: "كلُّ حَسَنَةٍ بِمَائَةِ ألفِ


(١) الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، أبو محمد، أمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. كان عاقلًا حليمًا محبًّا للخير فصيحًا. ولد سنة ٣ بالمدينة. ت بها ٥٠.
(الأعلام: ٢/ ٢١٤، الإِصابة: ١/ ٣٢٧ رقم ١٧١٩، تهذيب التهذيب: ٢/ ٢٩٥ رقم ٥٢٨، الحلية: ٢/ ٣٥ رقم ١٣٢، صفة الصفوة: ١/ ٧٥٨ رقم ١٢٠).
(٢) النجائب والنُّجُب: جمع نجيب ونجيبة: من الإِبل القوي الخفيف السريع (اللسان: نجب).
(٣) نصه في رواية البيهقي عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قال ابن عباس: "ما ندمت على شيء فاتني في شبابي إِلا أني لم أحج ماشيًا، ولقد حج الحسن بن علي رضي الله عنهما خمسًا وعشرين حجة ماشيًا، وإِن النجائب لتقاد معه، ولقد قاسم الله ماله ثلاث مرات حتى إِنه ليعطي الخفَّ ويمسك النعْلَ".
(السنن الكبرى: ٤/ ٣٣١، كتاب الحج، باب الرجل يجد زادًا وراحلة فيحج ماشيًا).

<<  <  ج: ص:  >  >>