للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن البقيع أفضل مقابر الدنيا، وجاء في فضله ما لم يأت في غيره، فمن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنِ اسْتَطَاع مِنْكُمْ أنْ يَمُوتَ بالمدينَةِ فليَمُتْ بِهَا، فَمَنْ مَاتَ بِهَا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أوْ شَفيعًا يَوْمَ القِيَامةِ" (١).

وروى ابن النجار بمسنده إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "مَنْ دَفَنَّاه فِي مَقْبَرَتِنَا هَذِهِ شَفِعْنَا لَهُ" (٢).

وروى شيخنا جمال الدين المطري بسنده إِلى أم قيس بنت محصن رضي الله عنها (٣) قالت: لو رأيتني ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخذ بيدي في سكك (٤) المدينة


(١) أخرجه أحمد عن ابن عمر بلفظ: "من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فإِني أشفع لمن يموت بها". (المسند: ٢/ ١٠٤).
والترمذي بلفظ قريب في (الصحيح: ٥/ ٧١٩ رقم ٣٩١٧ كتاب المناقب باب في فضل المدينة)
وقال: حسن غريب من حديث أيوب السختياني؛ وابن حبان بلفظ: "من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت بالمدينة فإِني أشفع لمن مات بها".
كما ورد في (موارد الظمآن ٢٥٥ رقم ١٠٣١) وفي (الدرة الثمينة ١٨ ب).
(٢) ورد في (وفاء الوفاء: ٣/ ٨٨٩) بلفظ "من دفن في مقبرتنا هذه شفعنا له أو شهدنا له" وقال السمهودي: رواه ابن شبة وابن زبالة عن كعب القرظي.
(٣) أم قيس بنت محصن الأسدية ممن أسلم قديمًا بمكة وبايعت وهاجرت وروت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، عمَّرت بفضل دعاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - لها. (الإِصابة: ٤/ ٤٦٣ رقم ١٤٥٧).
(٤) ر: في سكة - وفي (مجمع الزوائد: ٤/ ١٣) في سكة من سكك المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>