للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلم يكن عندنا ما في هذا الحديث حجة على أهل المقالة الأولى، لأنه قد يجوز أن يكون في مشيهم ذلك عنف يجاوز ما أمروا به في الأحاديث الأول من السرعة، فنظرنا في ذلك: هل نجد في ذلك دليلا يدلنا على شيء من ذلك؟

٢٥٥٧ - فإذا عبد الله بن محمد بن خُشيش البصري قد حدثنا، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا زائدة، عن ليث، عن أبي بردة، عن أبيه، قال: مر على رسول الله بجنازة يسرعون بها المشي وهي تُمَخَضُ (١) تمخض الزق فقال: "عليكم بالقصد بجنائزكم" (٢).

ففي هذا الحديث أن الميت كان يتمخض لتلك السرعة تمخض الزق. فيحتمل أن يكون أمرهم بالقصد، لأن تلك السرعة سرعة يخاف منها أن يكون من الميت شيء، فنهاهم عن ذلك، فكان ما أمرهم به من السرعة في الآثار الأول، هي أقصد (٣) من هذه السرعة.

فنظرنا في ذلك أيضا هل روي فيه شيء يدلنا على شيء من هذا المعنى؟


= وأخرجه ابن أبي شيبة ٣/ ٢٨١، وأحمد (١٩٦١٢)، وابن ماجة (١٤٧٩)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (٦١٢) من طرق عن ليث بن أبي سليم به.
(١) من المخض: وهو التحريك السقاء الذي فيه اللبن ليخرج زبدة، وهي تحرك تحركا سريعا كتحريك الزق وهو قربة اللبن.
(٢) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه البيهقي ٤/ ٢٢، والخطيب في التاريخ ١١/ ٣٢٣ من طريق زائدة بن قدامة، عن ليث به.
(٣) في س خد "أفضل".