كتاب شرح معاني الآثار - ت البهرائجى

٢٤ - كتاب الصيد والذبائح والأضاحي - ٢ - باب: من نحر يوم النحر قبل أن ينحر الإمام - ج: 8 - ص: 254

[٢ - باب: من نحر يوم النحر قبل أن ينحر الإمام]

٥٧٩٠ - حدثنا محمد بن علي بن داود البغدادي، قال: ثنا سنيد بن داود، قال: ثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن أبي الزبير أخبره، عن جابر ﵁، أن النبي ﷺ صلى يوم النحر بالمدينة. فتقدم رجال فنحروا، وظنوا أن النبي ﷺ قد نحر فأمر: من كان نحر قبله أن يعيد بذبح آخر، و أنه لا ينحر حتى ينحر النبي ﷺ (١).

قال أبو جعفر: فذهب قوم (٢) إلى هذا، فقالوا: لا يجوز لأحد أن ينحر حتى ينحر الإمام، وإن نحر قبل ذلك بعد الصلاة أو قبلها لم يجزه ذلك، واحتجوا في ذلك بهذا الحديث وتأولوا قول الله ﷿ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [الحجرات: ١]، على ذلك.

وخالفهم في ذلك آخرون (٣)، فقالوا: من نحر بعد صلاة الإمام أجزأه ذلك، ومن نحر قبل الصلاة لم يجزه ذلك، وقالوا: قد روي عن ابن الزبير أن هذه الآية قد نزلت في غير هذا المعنى. فذكروا ما

٥٧٩١ - حدثنا محمد بن عبد الله الأصبهاني، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي

---

(١) إسناده حسن في المتابعات من أجل سنيد بن داود المصيصي.
وأخرجه أحمد (١٤١٣٠، ١٤٤٧١)، ومسلم (١٩٦٤) من طريقين عن ابن جريج به.
(٢) قلت أراد بهم: الأوزاعي، ومالكا، والشافعي، وأصحابهم ﵏، كما في النخب ٢١/ ٣١.
(٣) قلت أراد بهم: عطاء بن أبي رباح، وإبراهيم النخعي، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، وأبا حنيفة، وأبا يوسف، ومحمدا، وأحمد ﵏، كما في النخب ٢١/ ٣٣.