للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يمنعن أحدكم أذان بلال من سُحوره، فإنه إنما يؤذن لينتبه (١) نائمكم، وليرجع قائمكم" ثم وصف الفجر بما قد وصفه به. فدل ذلك على أنه هو المانع من الطعام والشراب وما سوى ذلك مما يمنع منه الصائم.

فهذه الآثار التي ذكرنا مخالفة لحديث حذيفة. وقد يحتمل حديث حذيفة عندنا -والله أعلم- أن يكون كان قبل نزول قوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: ١٨٧].

٢٩٥٠ - فإنه قد حدثنا أحمد بن داود، قال: ثنا إسماعيل بن سالم، قال: ثنا هشيم، قال: أنا حصين ومجالد (٢)، عن الشعبي، قال: أخبرنا عدي بن حاتم، قال: لما نزلت هذه الآية ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ [البقرة: ١٨٧] عمدت إلى عقالين: أحدهما أسود والآخر أبيض، فجعلت أنظر إليهما، فلا يتبين لي الأبيض من الأسود. فلما أصبحتُ غدوت على رسول الله ، فأخبرته بالذي صنعت، فقال: "إن وسادك لعريض إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل" (٣).


(١) في م د "لينبه".
(٢) كذا في ج د م، وفي س خد "مجاهد".
(٣) إسناده صحيح ومجالد متابع فيه.
وهو عند المصنف في شرح مشكل الآثار (١٥٠٥) بإسناده ومتنه.
وأخرجه تاما ومختصرا أحمد (١٩٣٧٠)، وسعيد بن منصور في التفسير (٢٧٧)، والبخاري (١٩١٦)، والترمذي (٢٩٧٠)، وابن خزيمة (١٩٢٥)، وابن حبان (٣٤٦٢)، والبيهقي ٤/ ٢١٥ من طرق عن هشيم عن حصين به=