للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلم يكن معنى قوله: "ليس المسكين بالطواف" على معنى إخراجه إياه من أسباب المسكنة كلها ولكنه أراد بذلك: ليس هو المسكين المتكامل المسكنة، ولكن المسكين المتكامل المسكنة، الذي لا يسأل الناس، ولا يعرف فيتصدق عليه. فكذلك قوله "ليس من البر الصيام في السفر" ليس ذلك على إخراج الصوم في السفر من أن يكون برا، ولكنه على معنى ليس من البر الذي هو أبر البر الصوم في السفر؛ لأنَّه قد يكون الإفطار هناك أبرَّ منه إذا كان على التقوي للقاء العدو وما أشبه ذلك.

فهذا معنى صحيح، وهو أولى ما حمل عليه معنى هذه الآثار حتى لا تتضاد هي وغيرها، مما قد روي في هذا الباب أيضا.

٣٠٠٧ - فإنه حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال أخبرني مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أن رسول الله خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان، فصام حتى بلغ الكديد، ثم أفطر، فأفطر الناس معه (١).

وكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من أمر رسول الله .

٣٠٠٨ - حدثنا علي بن شيبة، قال: ثنا روح، قال: ثنا مالك وابن جريج، قالا: أنا ابن شهاب … فذكر بإسناده مثله (٢).


(١) إسناده صحيح.
وهو في موطأ مالك ١/ ٢٩٤، ومن طريقه الشافعي ١/ ٢٧١، والدارمي (١٧٠٨)، والبخاري (١٩٤٤)، وابن حبان (٣٥٦٣)، والبيهقي ٤/ ٢٤٠، والبغوي (١٧٦٦).
(٢) إسناده صحيح.=