كتاب شرح معاني الآثار - ت البهرائجى

٦ - كتاب مناسك الحج - ٤ - باب: التلبية كيف هي؟ - ج: 4 - ص: 448

وذكروا في ذلك أيضا عن ابن عمر ﵄ ما

٣٣٢٧ - حدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب، أن مالكا أخبره (ح)

وحدثنا محمد بن خزيمة، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا حماد، قال: أنا أيوب وعبيد الله، قالوا جميعا عن نافع، قال: كان ابن عمر ﵄ يزيد في التلبية على التلبية التي قد ذكرناها عن رسول الله ﷺ، "لبيك، لبيك، لبيك، ف وسعديك، والخير بيديك لبيك، والرغباء إليك، والعمل" (١).

قالوا: فلا بأس أن يزاد في التلبية مثل هذا وشبهه.

وخالفهم في ذلك آخرون (٢) فقالوا: لا ينبغي أن يزاد في التلبية على ما قد علّمه رسول الله ﷺ الناس، على ما ذكرنا في حديث عمرو بن معد يكرب.

ثم فعله هو في الأحاديث الآخر، ولم يعلم ذلك علمه، وهو ناقص عن التلبية، ولا قال له لبّ بما شئت ممّا هو من جنس هذا، بل علّمه كما علم التكبير في الصلاة، وما ينبغي أن يفعل فيها ممّا سوى التكبير، فكما لا ينبغي أن يتعدى في ذلك شيئا مما علّمه فكذلك لا ينبغي أن يتعدى في التلبية شيئا ممّا قد علمه وقد روي نحو من هذا عن سعد ﵁.

٣٣٢٨ - حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا أصبغ بن الفرج، قال: ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد بن عجلان، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن عامر بن سعد، عن

---

(١) إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه (٣٣٢١، ٣٣٢٢).
(٢) قلت أراد بهم: مالكا، والشافعي، وأبا يوسف ﵏، كما في النخب ١٢/ ١٢٢.