للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مؤخر رحلي، ثم اضرب، وارفع عن العظام، وارفع عن الدماغ فإني كذلك كنت أقتل الرجال (١).

قالوا: فلما قتل دريد وهو شيخ كبير وكان لا يدفع عن نفسه، فلم يعب ذلك رسول الله ، دل ذلك أن الشيخ الفاني يقتل في دار الحرب، وأن حكمه في ذلك حكم الشبان لا حكم النساء.

وخالفهم في ذلك آخرون (٢)، فقالوا: لا ينبغي قتل الشيوخ في دار الحرب، وهم في ذلك كالنساء والذرية. واحتجوا في ذلك بما

٤٨٢٨ - حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا أصبغ بن الفرج قال: ثنا علي بن عابس، عن أبان بن تغلب، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله إذا بعث سرية يقول: "لا تقتلوا شيخًا كبيراً" (٣).

قال أبو جعفر ففي هذا الحديث المنع من قتل الشيوخ وقد قال رسول الله أيضًا في حديث مرقع بن صيفي في المرأة المقتولة "ما كانت هذه تقاتل".

فدلّ ذلك أن من أبيح قتله هو الذي يقاتل، ولكن لما روي حديث دريد هذا


(١) إسناده معضل.
وأخرجه البيهقي في السنن ٩/ ٩٢، وفي الدلائل ٥/ ١٥٣ من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق به.
(٢) قلت: أراد بهم راشد بن سعد، ومجاهد بن جبر، والضحاك، والزهري، والثوري، وأبا حنيفة، وأبا يوسف، ومحمدا، ومالكا، وأحمد، والشافعي في قول ، كما في النخب ١٧/ ٢١٣.
(٣) إسناده ضعيف لضعف علي بن عابس، وهو مكرر سابقه (٤٨٠٩).