للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال بكير: عن عبد الله بن رافع: لم تكن أم سلمة تحتجب من عبيد الناس.

وخالفهم في ذلك آخرون (١)، فقالوا: لا ينظر العبد من الحرة إلا إلى ما ينظر إليه منها الحر الذي لا محرم بينه وبينها. وكان من الحجة لهم في ذلك أن قول النبي الذي ذكروا في حديث أم سلمة لا يدل على ما قال أهل تلك المقالة: لأنه قد يجوز أن يكون أراد بذلك حجاب أمهات المؤمنين، فإنهن قد كن حجبن عن الناس جميعا، إلا من كان منهم ذو رحم محرم.

فكان لا يجوز لأحد أن يراهن أصلا إلا من كان بينهن وبينه رحم محرم، وغيرهن من النساء لسن كذلك لأنه لا بأس أن ينظر الرجل من المرأة التي لا رحم بينه وبينها، وليست عليه بمحرمة إلى وجهها وكفيها، وقد قال الله ﷿ ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: ٣١]. فقيل في ذلك ما


(١) قلت: أراد بهم: عامر الشعبي، والحسن البصري، وطاووسا، ومجاهدا، ومحمد بن سيرين، وسعيد بن المسيب، وإبراهيم النخعي، والثوري، وأبا حنيفة، وأبا يوسف، ومحمدا، والشافعي ، كما في النخب ٢٣/ ١٣٨.