للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قالوا: فأرنا، فقام يصلي وهم ينظرون، فكبر ورفع يديه في أول التكبير، ثم ذكر حديثا طويلا، ذكر فيه أنه لما رفع رأسه من السجدة الثانية من الركعة الأولى، قام، ولم يتورك (١).

فلما جاء هذا الحديث على ما ذكرنا وخالف الحديث الأول احتمل أن يكون ما فعله رسول الله لعلة كانت به، فقعد من أجلها، لا لأن ذلك من سنة الصلاة كما قد كان ابن عمر يتربع في الصلاة فلما سئل عن ذلك، قال: إن رجلي لا تحملاني.

فكذلك يحتمل أن يكون ما فعل رسول الله من ذلك القعود كان لعلة أصابته، حتى لا يضاد ذلك ما روي عنه في الحديث الأول، ولا يخالفه، وهذا أولى بنا من حمل ما روي عنه على التضاد والتنافي.

وحديث أبي حميد أيضا فيه حكاية أبي حميد ما حكي بحضرة جماعة من أصحاب رسول الله ، فلم ينكر ذلك عليه أحد منهم. فدل ذلك أن ما عندهم في ذلك غير مخالف لما حكاه لهم.


(١) إسناده حسن من أجل عيسى بن عبد الله بن مالك.
وهو عند المصنف في شرح مشكل الآثار (٦٠٧١) بإسناده ومتنه.
وأخرجه ابن حبان (١٨٦٦) من طريق الوليد بن شجاع به.
وأخرجه الدارمي ١/ ٢٩٩، والبخاري في رفع اليدين (٥، ٦)، وأبو داود (٧٣٤، ٩٦٧)، والترمذي (٢٦٠)، وابن خزيمة (٥٨٩، ٦٠٨، ٦٨٩، ٦٨١)، وابن حبان (١٨٧١) من طرق عن العباس بن سهل به.