للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خرجت قلادتي من عنقي. فقال: "أيها الناس، إن أمكم قد ضلَّت قلادتها، فابتغوها" فابتغاها الناس، ولم يكن معهم ماء، فاشتغلوا بابتغائها إلى أن حضرتهم الصلاة، ووجدوا القلادة ولم يقدروا على ماء. فمنهم من تيمم إلى الكف، ومنهم من تيمم إلى المنكب، وبعضهم على جسده. فبلغ ذلك رسول الله ، فأنزلت آية التيمم (١).

ففي هذا الحديث: أن نزول آية التيمم كان بعدما تيمموا هذا التيمم المختلف الذي بعضه إلى المناكب، فعلمنا بتيممهم أنهم لم يفعلوا ذلك إلا وقد تقدم عندهم أصل التيمم، وعلمنا بقولها: "فأنزل الله آية التيمم" أن الذي نزل بعد فعلهم هو صفة التيمم.

فهذا وجه حديث عمار عندنا.

ومما يدل أيضا على أن هذه الآية تنفي ما فعلوا من ذلك، أن عمار بن ياسر هو الذي روى ذلك عن النبي قد روى عنه في التيمم الذي عمله بعد ذلك خلاف ذلك فمنه ما


(١) إسناده حسن لرواية عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه.
وأخرجه الحميدي (١٦٥)، والدارمي (٧٤٦)، وأحمد (٢٤٢٩٩)، والبخاري (٣٧٧٣، ٤٥٨٣، ٥١٦٤، ٥٨٨٢)، ومسلم (٣٦٧) (١٠٩)، وأبو داود (٣١٧)، والنسائي في المجتبى (١٧٢١، وفي الكبرى (٣١٢)، وابن ماجه (٥٦٨)، وابن خزيمة (٢٦١)، وابن حبان (١٧٠٩)، والطبراني في الكبير ٢٣/ ١٣١، والبيهقي في السنن ١/ ٢١٤ من طرق عن هشام بن عروة به.