للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قيل له: فقد بين أنس في هذا الحديث التأخير المكروه ما هو، وإنما هو التأخير الذي لا يمكن بعده أن يصلي العصر إلا أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا.

فأما صلاة يصليها متمكنا ويذكر الله تعالى فيها متمكّنا قبل تغير الشمس، فليس ذلك من الأول في شيء.

وأولى بنا في هذه الآثار لما جاءت هذا المجيء أن نحملها ونخرج وجوهها على الاتفاق، لا على الخلاف والتضاد. فنجعل التأخير المكروه فيها هو ما بينه العلاء، العلاء، عن أنس، ونجعل الوقت المستحب من وقتها أن تصلي فيه هو ما بينه أبو الأبيض، عن أنس، ووافقه على ذلك أبو مسعود. فإن قال قائل: فقد روي عن عائشة ما يدل على التعجيل بها، فذكر ما قد

١٠٦٨ - حدثنا يونس قال: أنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن ابن شهاب، عن عروة، قال: حدثتني عائشة: أن رسول الله كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر (١).

١٠٦٩ - حدثنا محمد بن خزيمة، قال: ثنا الحجاج بن المنهال، قال: ثنا سفيان، عن الزهري، سمع عروة يحدث، عن عائشة: أن النبي كان يصلي صلاة العصر والشمس في حجرتها لم يفئ الفيء بعد (٢).


(١) إسناده صحيح
وهو في موطأ مالك ١/ ٣، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (٨٧٧)، والدارمي (١١٨٦)، والبخاري (٥٢٢)، ومسلم (٦١١) (١٦٨)، وأبو داود (٤٠٧)، والبيهقي في المعرفة ٢/ ٢٧٩ - ٢٨٠.
(٢) إسناده صحيح. =