قال أبو جعفر: فهذا الحديث يخبر أن قول ابن مسعود: هكذا فعل رسول الله ﷺ هو على قيام الرجلين أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله، وعلى التطبيق جميعا.
١٧٢٣ - وقد حدثنا أبو بشر الرقي، قال: ثنا معاذ بن معاذ العنبري، عن ابن عون، قال: كنت أنا وشعيب بن الحبحاب عند إبراهيم، فحضرت العصر، فصلى بنا إبراهيم، فقمنا خلفه فجرنا فجعلنا عن يمينه وعن شماله قال فلما صلينا وخرجنا إلى الدار، قال إبراهيم قال ابن مسعود هكذا فصلوا ولا تصلوا كما يصلي فلان.
قال: فذكرت ذلك لمحمد بن سيرين، ولم أسمّ له إبراهيم، فقال: هذا إبراهيم، قد قال ذلك عن علقمة، ولا أرى ابن مسعود فعله إلا لضيق كان في المسجد، أو لعذر رآه فيه لا على أن ذلك من السنة.
قال: فذكرته للشعبي، فقال: قد زعم ذلك علقمة، وابن عون القائل بذلك (١).
ففي هذا الحديث إضافة الفعل إلى ابن مسعود ولا يذكره الشعبي ولا ابن سيرين عن علقمة عن النبي ﷺ.
وقد يجوز أيضا أن يكون علقمة لم يذكر ذلك للشعبي ولا لابن سيرين أن ابن مسعود ﵁ ذكره، عن النبي ﷺ ثم ذكره الأسود لابنه، عن النبي ﷺ.
وكيف كان المعنى في هذا؟ فقد عورض ذلك.
(١) إسناده منقطع إبراهيم النخعي لم يسمع من عبد الله بن مسعود.