للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن حجر: «قوله: (أبلي واخلقي) العرب تطلق ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك، أي: أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق. قال الخليل: أبل وأخلق معناه عش وخرق ثيابك وارقعها .. ووقع في رواية أبي زيد المروزي عن الفربري (وأخلفي) بالفاء، وهي أوجه من التي بالقاف؛ لأن الأولى تستلزم التأكيد، إذ الإبلاء والإخلاق بمعنى، لكن جاز التعاطف لتغاير اللفظين، والثانية تفيد معنى زائدًا هو أنها إذا أبلته أخلفته غيره، وعلى ما قال الخليل لا تكون التي بالقاف إلا للتأكيد، لكن التي بالفاء أيضًا أولى، ويؤيدها ما أخرجه أبو داود (١) بسند صحيح عن أبي نضرة: كان أصحاب رسول الله إذا لبس أحدهم ثوبًا جديدًا قيل له: تُبلي ويخلف الله تعالى» (٢).

قال ابن الأثير: «وفي حديث أم خالد: (قال لها أبلي واخلقي) يروى بالقاف والفاء من إخلاق الثوب وتقطيعه، وقد خلق الثوب وأخلق بالقاف، وأما الفاء فبمعنى العوض والبدل، وهو الأشبه» (٣).

والصحيح من ذلك (وأخلفي) بالفاء، والله أعلم.


(١) أبو داود (٤٠٢٠).
(٢) «فتح الباري» (١٠/ ٢٨٠).
(٣) «النهاية» (٢/ ٧١)، ونقله العيني في «عمدة القاري» (٢٢/ ٥).

<<  <   >  >>