للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٦٠ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله : «إِنَّ أَكْثَرَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَا يُخْرِجُ الله لَكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ» قِيلَ: وَمَا بَرَكَاتُ الأَرْضِ؟ قَالَ: «زَهْرَةُ الدُّنْيَا» فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَلْ يَأْتِي الخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَصَمَتَ النَّبِيُّ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ عَنْ جَبِينِهِ، فَقَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ؟» قَالَ: أَنَا - قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَقَدْ حَمِدْنَاهُ حِينَ طَلَعَ ذَلِكَ - قَالَ: «لَا يَأْتِي الخَيْرُ إِلَّا بِالخَيْرِ، إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ مَا أَنْبَتَ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ، إِلَّا آكِلَةَ الخَضِرَةِ، أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا، اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ، فَاجْتَرَّتْ وَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ عَادَتْ فَأَكَلَتْ. وَإِنَّ هَذَا المَالَ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ، وَوَضَعَهُ فِي حَقِّهِ، فَنِعْمَ المَعُونَةُ هُوَ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ» (١).

قوله: (طلع) تصحيف، والصحيح (صنع).

هكذا رواه إسماعيل بن إسحاق القاضي (٢)، وعبيد الله بن محمد العمري (٣)، عن إسماعيل وهو ابن أبي أويس - شيخ البخاري في هذا الحديث - وهو كذلك في رواية ابن السكن مما يدل على أن رواية ابن السكن هي الصحيحة خلاف رواية الباقين كما سيأتي.

قال القاضي عياض: «قوله: (لقد حمدناه حين طلع ذلك) كذا لجل الرواة وفي نسخة النسفي حين اطلع ذلك، ولابن السكن (حين صنع ذلك)، وهو الصواب البيِّن» (٤)، والله تعالى أعلم.


(١) البخاري (٦٤٢٧) (باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها).
(٢) البيهقي في «شعب الإيمان» (٩٨٠٨)، وفي «الآداب» (٧٩٢)، و «الأربعون الصغرى» (٦٠).
(٣) البيهقي في «الآداب» (٧٩٢)، و «الأربعون الصغرى» (٦٠).
(٤) «مشارق الأنوار» (١/ ٣٢٦)، وانظر «فتح الباري» (١١/ ٩٤٦).

<<  <   >  >>