للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: «وسمعت الحسن اللؤلؤي يقول: عبرت أربعين عامًا ما قلت ولا بت إلا والكتاب موضوع على صدري» (١).

[الثاني: التشابه في رسم حروف اللغة العربية.]

وهذا سبب رئيس في حصول التَّصحيف؛ فإن أكثر الحروف تتَّحد صورة الحرفين منها، وإنما يميز بينهما النقط، منها الدال مع الذال، والراء مع الزاي، والسين مع الشين، والصاد مع الضاد، والطاء مع الظاء، والعين مع الغين، والفاء مع القاف.

ومنها ما يتَّحد فيه ثلاثة حروف في الصورة، منها الباء مع التاء والثاء، والجيم مع الحاء والخاء، بل يلحق النون والياء مع الباء والتاء والثاء؛ إذ لا تميز عن كتابتها في الجمل إلا بالنقط (ب، ت، ث، ن، ي).

وفي كتابنا هذا بلغ ما حصل من تصحيف بتغيير النقط مئة حديث، منها على سبيل المثال: (أعتده) تصحفت إلى (أعبده)، و (أربى الربا) تصحف إلى (أزنا الزنا)، (وأباها) تصحفت إلى (إياها)، و (النقيع) إلى (البقيع)، و (بيته) إلى (بنته)، و (تتايعوا) إلى (تتابعوا)، و (تنسح نسحا) إلى (تنسج نسجًا)، و (روضة خاخ) إلى (روضة حاج)، و (خونًا) إلى (خوفًا)، و (البارز) تصحف إلى (البازر)، و (بأزز) إلى (بارز)، ونحو ذلك (٢).

لذا حرص جماعة من أهل الحديث على إلحاق الكلمة بتوضيح لئلا تشتبه الحروف أو التَّشكيل، وتجد ذلك كثيرًا في الكتب المعنية بأسماء الرواة، مثال ذلك يقول ابن حجر في «التقريب» (٣):


(١) «اللطائف والظرائف» للثعالبي (ص ٦٦).
(٢) انظر الفهرس «التَّصحيف بتغيير النقط» (ص ٦٣٨).
(٣) «التقريب» (٦٥٠٩)، (٦٨٥٤).

<<  <   >  >>