للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٦٩ - ثَنَا أَبُو الوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ فِي السَّدِّ، قَالَ: «يَحْفِرُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَخْرِقُونَهُ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا فَسَتَخْرِقُونَهُ غَدًا»، قَالَ: «فَيُعِيدُهُ الله ﷿ كَأَشَدِّ مَا كَانَ، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا مُدَّتَهُمْ وَأَرَادَ الله تَعَالَى قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا فَسَتَخْرِقُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى وَاسْتَثْنَى»، قَالَ: «فَيَرْجِعُونَ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ، فَيَخْرِقُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ، فَيَسْتَقُونَ المِيَاهَ وَيَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُمْ، فَيَرْمُونَ سِهَامَهُمْ فِي السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ مُخَضَّبَةً بِالدِّمَاءِ، فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الأَرْضِ، وَغَلَبْنَا مَنْ فِي السَّمَاءِ قُوَّةً وَعُلُوًّا»، قَالَ: «فَيَبْعَثُ الله ﷿ عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ»، قَالَ: «فَيُهْلِكُهُمْ» قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ دَوَابَّ الأَرْضِ لَتَسْمُنُ وَتَبْطُرُ، وَتَشْكُرُ شُكْرًا، وَتَسْكَرُ سُكْرًا مِنْ لُحُومِهِمْ» (١).

قوله: (وتسكر سكرًا) تصحيف، والصحيح (وتشكر شكرًا)، ومعنى (تشكر) تمتلئ.

هكذا رواه الترمذي والبيهقي (٢) من طريق أبي الوليد الطيالسي عن أبي عوانة، وسعيد بن أبي عروبة عن قتادة به (٣).

قال الخطابي: «وفي حديث يأجوج ومأجوج (بلغني عن بعضهم أنه كان يقول: تسكر سكرًا من سكر الشراب، وإنما هي تشكر أي: تمتلئ شبعًا» (٤)، والله تعالى أعلم.


(١) الحاكم (٤/ ٤٨٨).
(٢) الترمذي (٣١٥٣)، والبيهقي في «البعث والنشور» (٢٢١).
(٣) أحمد (١٠٦٣٢)، وابن ماجه (٤٠٨).
(٤) «غريب الحديث» (١/ ٥٩)، وابن قتيبة في «غريب الحديث» (١/ ٤٠٠).

<<  <   >  >>