للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث الرابع: أسباب التَّصحيف:

للتَّصحيف أسباب كثيرة سنأتي على ذكرها، وقد وقع التَّصحيف لكبار المحدثين كشعبة (١) وسفيان الثوري (٢) وهما من هما في علم الحديث، وكذلك صحف عبد الله بن المبارك (٣)، وعبد الرحمن بن مهدي (٤)، ووكيع (٥) وغيرهم من أئمة الحديث فما بالك بغيرهم؟

روى الخطيب بسنده عن الإمام أحمد أنه قال: «من تفلَّتَ من التَّصحيف؟! كان يحيى بن سعيد يشكل الحرف إذا كان شديدًا، وغير ذلك لا، وكان هؤلاء أصحاب الشكل والتقييد عفان وبهز وحبَّان» (٦).

[الأول: الأخذ من الكتاب.]

ذكر أهل العلم والفضل أن من أعظم أسباب التَّصحيف هو أخذ الحديث من بطون الكتب دون الأخذ من المشايخ مشافهة، ولذلك حذروا من أخذ الحديث ممن لم يعرفوا بطلب العلم، وذكروا أن التَّصحيف والإحالة يسبقان إلى من أخذ العلم عن الصحف.


(١) صحف شعبة كلمة (ذرَّة) إلى (ذُرة) انظر ح رقم (١٢٦).
(٢) صحف سفيان الثوري (النقيع) إلى (البقيع) انظر ح رقم (٥٩).
(٣) قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: حديث ابن عمر أن النبي أنه سئل عن الماء وما يَنُوبُهُ من الدواب، وقال ابن المبارك: (وما يثوبه) وصحف فيه. العلل ومعرفة الرجال (٢٨٩٣).
(٤) من أمثلة ذلك ما ذكره أبو زرعة الرازي، ذكر ابن مهدي فأطنب في مدحه وذكر تصحيفاته أنه قال شهاب بن شرنقة وإنما هو بن شرهة، وصحف عائد بن نضلة فقال ابن بطة، وقال قيس بن جبر وإنما هو قيس بن جبير. سؤالات البرذعي (١/ ٣٢٦ - ٣٢٧).
(٥) انظر ح رقم (٨٢).
(٦) «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (١/ ٢٧٠).

<<  <   >  >>