للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن قرقول: «قول عثمان : (لولا أنه في كتاب الله) بالنون في رواية يحيى وجماعة معه، وكذا لابن ماهان في مسلم، وعند أبي مصعب وابن وهب وآخرين من رواة «الموطأ»: (لولا آية)، وهي رواية الجلودي في مسلم» (١).

وقال ابن حجر: «قوله: (لولا آية) زاد مسلم في (كتاب الله)، ولأجل هذه الزيادة صحف بعض رواته (آية) فجعلها أنه بالنون المشددة والهاء» (٢).

وقال الباجي: «قوله: (لولا أنه) هكذا رواه يحيى بن يحيى ويحيى بن بكير، وروى أبو مصعب (لولا آية) في كتاب الله ما حدثتكموه، ثم ذكر مالك ما اعتقد أنه يريد بذلك، فقال: أراه يريد هذه الآية ﴿إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: ١١٤]، وعلى هذا التأويل تصح رواية يحيى ورواية ابن بكير فيكون معنى قول (لولا أنه في كتاب الله) لولا أن معنى ما أورده عليكم في كتاب الله ما أخبرتكم به لئلا تتكلوا، ويكون معنى قول أبي مصعب (لولا آية في كتاب الله) تضمن معنى هذا الحديث لما أخبرتكم به لئلا تتكلوا.

وروى عروة بن الزبير أنه قال يريد قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى﴾ [البقرة: ١٥٩] فعلى هذا التأويل لا تصح رواية يحيى، وإنما يجب أن تكون الرواية الصحيحة (لولا آية في كتاب الله) على ما روى مصعب ومن تابعه، ومعنى ذلك (لولا أنه في كتاب الله) تمنع من كتمان شيء من العلم لما أخبرتكم» (٣).


(١) «مطالع الأنوار» (١/ ٣١٧) ونحوه ذكره القاضي عياض في «المشارق» (١/ ٤٥).
(٢) «فتح الباري» (١/ ٢٦١)، وعنه الزرقاني في «شرح الموطأ» (١/ ١٥٧).
(٣) «المنتقى شرح الموطأ» (١/ ٧٠).

<<  <   >  >>