فقالوا: (بدَّنتُ).
وقال الخطابي: «ويُروَى على وجهين: أحدهما (بَدَّنتُ) بتشديد الدال ومعناه كبر السن. يقال: بدَّن الرجل تبدينًا، إذا أسن، والآخر (بَدُنتُ) مضمومة الدال غير مشدودة، ومعناه زيادة الجسم واحتمال اللحم» (١).
وقال أبو عبيد: «في حديث النبي ﷺ: «لا تبادروني بالركوع والسجود، فإنه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني إذا رفعت، ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني إذا رفعت؛ إني قد بدنت».
قال الأموي: هو قد بدنت يعني كبرت، أسننت.
يقال: بدن الرجل تبدينًا: إذا أسن، وأنشد للكميت:
وكنت خِلتُ الشيبَ والتَّبدِينَا … والهمَّ مما يذهل القرينا
قال أبو عبيد: ومما يحقق هذا المعنى الحديث الآخر: «أنه كان يصلي بعض صلاته بالليل جالسًا، وذلك بعد ما حطمته السن».
وفي حديث آخر: «بعد ما حطمتموه».
قال أبو عبيد: وأما قول قد بدنت، فليس لهذا معنىً إلا كثرة اللحم، وليست صفته ﷺ فيما يروى عنه هكذا، إنما يقال في نعته: رجل بين الرجلين جسمه ولحمه. هكذا روي عن ابن عباس.
قال أبو عبيد: والأول أشبه بالصواب في بدنت والله أعلم» (٢).
(١) «معالم السنن» (١/ ١٧٦).
(٢) «غريب الحديث» (١/ ١٥٢ - ١٥٣)، ورجحه العسكري في «تصحيفات المحدثين» (١/ ١٨١ - ١٨٢)، والزمخشري في «الفائق» (١/ ٨٥).