للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

جميع نسخ مسلم، وكذا قيدناه عن شيوخنا بكسر السين وتحقيق الطاء، وأصله من الوسط، وكان القاضي الكناني يقول: أرى اللفظ مغيرًا، وأحسبه من سفلة النساء فكأنه اختلط رأس الفاء مع اللام فجاء طاء، وقال: ويعضده أن ابن أبي شيبة والنسائي روياه كذا من سفلة، ويروى أيضًا من غير علية النساء» (١).

وقال ابن دقيق العيد: «قوله: (من سطة النساء) فيه لهم وجهان:

أحدهما: ما ذهب إليه بعض الفضلاء الأدباء من الأندلسيين أنه تغيير أي تصحيف من الراوي كأن الأصل من سفلة النساء فاختلطت الفاء باللام فصارت طاء»، ثم ذكر كلام القاضي عياض.

الوجه الثاني: تقرير اللفظ على الصحة، وهو أن تكون اللفظة أصلها من الوسط الذي هو الخيار، وبهذا فسره بعضهم من علية النساء وخيارهن» (٢).

قلت: الصحيح (سفلة النساء) (٣)، يدل عليه ما رواه الحكم ومنصور والأعمش عن وائل بن مهانة، عن ابن مسعود عن النبي وفيه (امرأة ليست من علية النساء) (٤).

ونقل السيوطي عن القاضي عياض قوله وزعم حذاق شيوخنا أن هذا الحرف مغير في كتاب مسلم، وأن صوابه من سفلة النساء (٥)، والله أعلم.


(١) «مشارق الأنوار» (٢/ ٢١٤)، وكذا في «مطالع الأنوار» (٥/ ٤٨٦)، ونقله النووي في «شرحه على مسلم» (٦/ ١٧٥).
(٢) «إحكام الأحكام» (١/ ٣٤٥).
(٣) قال ابن الأثير في «النهاية» (٢/ ٣٧٦) في حديث صلاة العيد فقالت امرأة من سفلة النساء والسلفة بفتح السين وكسر الفاء السقاط من الناس.
(٤) الطيالسي (٣٨٤)، والحميدي (٩٢)، وأحمد (٣٥٦٩) (٤٠١٩) (٤٠٣٧) (٤١٥١) (٤١٥٢)، والنسائي في «الكبرى» (٩٢١٣)، وابن حبان (٣٣٢٣) وغيرهم.
(٥) «شرح السيوطي على مسلم» (٢/ ١).

<<  <   >  >>