الثاء لجمهور الرواة، وصححه بعضهم، وضبطناه عن بعضهم، وفى البخارى بكسر الثاء، ومعناه: قائمًا منتصبًا. وعند الجياني وبعض رواة ابن ماهان:(مقبلًا)، وذكره البخاري في كتاب النكاح:(ممتنًّا)، وصوبه بعضهم وقال: هذا الوجه، أي متفضِّلًا عليهم بفعله من المنة. وضبطه بعض المتقنين:(ممتنًّا) بكسر التاء وتخفيف النون، وفسره: مطيلًا، أي أطال قيامه لهم. والأشبه عندي (متمثلًا) بدليل قوله في الرواية الأخرى: فمثل قائمًا، يقال: مثل يمثل مثولًا إذا انتصب. واسم الفاعل منه: ماثل. لكنه يكون ممثلًا أي متمثلًا، أي مكلفًا ذلك نفسه وطالبًا ذلك منها فعدى فعله، والله أعلم» (١).
قال ابن حجر: «قوله فقام ممتنًّا بضم الميم بعدها ميم ساكنة ومثناة مفتوحة ونون ثقيلة بعدها ألف أي قام قيامًا قويًّا مأخوذ من المنة بضم الميم وهي القوة أي قام إليهم مسرعًا مشتدًّا في ذلك فرحًا بهم وقال أبو مروان بن سراج ورجحه القرطبي أنه من الامتنان لأن من قام له النبي ﷺ وأكرمه بذلك فقد امتن عليه بشيء لا أعظم منه قال: ويؤيده قوله بعد ذلك أنتم أحب الناس إلي ونقل ابن بطال عن القابسي قال قوله: (ممتنًّا) يعني متفضلًا عليهم بذلك فكأنه قال يمتن عليهم بمحبته ووقع في رواية أخرى متينًا بوزن عظيم أي قام قيامًا مستويًا منتصبًا طويلًا ووقع في رواية ابن السكن فقام يمشي.
قال عياض: وهو تصحيف.
قلت: ويؤيد التأويل الأول ما تقدم في فضائل الأنصار عن أبي معمر عن عبد الوارث بسند حديث الباب بلفظ (فقام مُمثلًا) بضم أوله وسكون الميم