للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وعند القابسي ولا نقضي بالجنة بالقاف والضاد المعجمة أي لا نحكم لأحد من قبلنا بها ونقطع له بذلك قال القابسي هو مشكل في كتاب أبي زيد.

قال القاضي : الصواب يعصي على نص التلاوة وتقديره بايعناه بأن الجنة ثوابنا إن التزمنا ذلك» (١).

قال ابن حجر: «(ولا يعصي بالجنة) إن فعلنا ذلك فإن غشينا من ذلك شيئًا ما كان قضاء ذلك إلى الله أخرجه المصنف في باب وفود الأنصار عن قتيبة عن الليث ووقع عنده ولا يقضي بقاف وضاد معجمة وهو تصحيف وقد تكلف بعض الناس في تخريجه وقال إنه نهاكم عن ولاية القضاء ويبطله أن عبادة ولي قضاء فلسطين في زمن عمر وقيل إن قوله بالجنة متعلق بيقضي أي لا يقضي بالجنة لأحد معين.

قلت: لكن يبقى قوله إن فعلنا ذلك بلا جواب ويكفي في ثبوت دعوى التصحيف فيه رواية مسلم عن قتيبة بالعين والصاد المهملتين وكذا الإسماعيلي عن الحسن بن سفيان ولأبي نعيم من طريق موسى بن هارون كلاهما عن قتيبة، وكذا هو عند البخاري أيضًا في هذا الحديث في الديات عن عبد الله بن يوسف عن الليث في معظم الروايات لكن عند الكشميهني بالقاف والضاد أيضًا وهو تصحيف كما بيناه، وقوله بالجنة إنما هو متعلق بقوله في أوله بايعناه، والله أعلم» (٢).


(١) «مشارق الأنوار» (٢/ ٩٥)، ونحوه قاله ابن قرقول في «مطالع الأنوار» (٥/ ١٨).
(٢) «فتح الباري» (١/ ٦٧ - ٦٨) ونقله عنه القسطلاني (٦/ ٢١٠) (١٠/ ٤٦) وانظر «الفتح» (٧/ ٢٢٣).

<<  <   >  >>