للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لضللتم، وما من رجل يتطهر فيُحسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إلى مسجدٍ من هذه المساجد، إلا كَتَبَ الله - عَزَّ وَجَلَّ - له بِكل خَطوةٍ يخطوها حَسَنةً، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتُنا وما يتخلَّف عنها إلا منافق معلومُ النِّفاقِ، ولقد كان الرجل يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بين الرَّجُلَينِ (١) حتى يُقامَ في الصَّفِّ".

وعن محمود بن الرَّبيعِ (٢)، أن عِتْبان بن مالكٍ، أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله: إني قَدْ أنكرتُ بَصَرِي. وأنا أُصلِّي لِقَومِي، وإذا كانَتِ الأمطار، سَالَ الوادي الذي بيني وبينهم، ولم أسْتَطِعْ أن آتِيَ مسجدَهُم. فأصلي لهم، ووددْتُ أنَّك يا رسولَ الله تأتي فتُصلي في مُصلَّى، أتخذه مُصَلَّى.

قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "سأفعلُ إن شَاءَ اللهُ".

قال عتبان: فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر الصديق حين ارتفع النَّهَارُ، فاستأْذَنَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأذِنْتُ لَهُ، فلم يجلسْ حتى دخل البيتَ، ثم قال: "أين تُحِبُّ أن أصلي من بيتك؟ ".

قال: فأشرت له إلى ناحيةٍ من البيت فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكبر، فَقُمْنَا وراءَهُ، فَصَلَّى ركعتين، ثم سلَّمَ.

قال: وحَبَسْنَاهُ على خزِيرٍ صنعناه له (٣).


(١) يهادى بين الرجلين: أي يمسكه رجلان من جانبيه بعضديه يعتمد عليهما.
(٢) مسلم - (١/ ٤٥٥) (٥) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (٤٧) باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر - رقم (٢٦٣) (٣٣).
(٣) خزير: قال ابن قتيبة: الخزير: لحم يقطع صغارًا ثم يصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذُرَّ عليه دقيق، فإن لم يكن فيه لحم، فهي عصيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>