للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن إحدى وسبعين سنة (١).

وقال ابن الأبار: وتوفي ببجاية بعد محنة نالته منبل الولاة في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمس مئة (٢)

قال ابن شاكر: وتوفى بعد محنة نالته من قبل الولاية (٣).

وقال ابن الزبير: وأحسب وفاته كانت إثر امتحانه (٤).

وبعد ...

فهذه معالم حياة الإِمام الحافظ أبي محمد عبد الحق الإِشبيلي -رحمه الله-

وبقى فيها أن نناقش أمرين:

الأول: ميله لابن غانية الميورقي اللمتوني وإعراضه عن الموحدين.

الثاني: سبب وفاته.

أما الأمر الأول فواضح إعراض عبد الحق عن الموحدين من خلال استعراض معالم حياته، فقد ودَّع إشبيلية مسقط رأسه حين دخلوها، ورحل عن ليلة بعد ما أوقعوا في أهلها السَّيف وعندما استوطن ببجاية أبى دعوتهم إلى خطتي القضاء والخطابة، والحقُّ أن أبا محمد يصدر في موقفه ذلك عن رأي يراه ويذهب إليه- وهذا أجمع ظني وعلى ما يليق بمثل عبد الحق- إذ إن الموحدين نازعوا المرابطين أمرهم، وخرجوا من الطاعة، وفارقوا الجماعة، وفرقوا أمر هذه الأمة، وأخذوا البلاد عنوة، وبزوال دولة المرابطين وأفول نجمهم انقطعت الدعوة العباسية، وانفصمت بلاد المغرب والأندلس عن تلك الخلافة الشرعية فلعل أبا محمد رأى أن الموحدين خارجون، وأن خلافتهم ليست شرعية، لا سيما وهم غير قرشيين بخلاف العباسين.


(١) العبر: (٣/ ٨٢).
(٢) سير أعلام النبلاء: (٢١/ ١٩٩)، الديباج المذهب: (١٧٦).
(٣) فوات الوفيات: (٢/ ٢٥٧).
(٤) صلة الصلة: (ص ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>