للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحجَّاج أن لا يُخِالف ابنَ عمر في الحجِّ. فجاء ابنُ عمر وأنا معهُ يومَ عرفة حينَ زالتِ الشمسُ، فصاحَ عندَ سُرادِقِ الحجَّاجِ، فخَرجَ وعليهِ مِلحفةٌ مُعصفَرةٌ فقال: مالكَ يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرَّواحَ إن كنتَ تُريدُ السُنَّةَ. قال: هذه الساعة؟ قال: نعم. قال: فأنِظرْني حتى أُفيضَ على رأسي ثم أخرُجُ. فنزل حتى خَرَجَ الحجَّاجُ. فسارَ بينى، وبين أبي، فقلت إن كنتَ تريدُ السُّنَّةَ فأقْصرِ الخُطبةَ وعجِّل الوقوفَ.

فجعلَ ينظرُ إلى عبدِ الله فلمّا رأى ذلك عبدُ اللهِ قال: صَدَقَ.

مسلم (١)، عن أُمِّ حَبِيبَةَ. أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بها من جَمْعٍ بليلٍ.

وعن ابن عباس (٢)، قال: بعث بي نبّي الله - صلى الله عليه وسلم - بِسَحَرٍ من جمعٍ في ثَقَل (٣) النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وفي طريق أخرى (٤)، في ضَعَفَةِ أهلهِ.

وعن عائشة (٥)، قالت: كانت سودَةُ امرأةً ضخمةً ثَبِطَةً. فاستأذَنَتْ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُفِيضَ من جَمْعٍ بليلٍ. فأذِنَ لَهَا.

فقالت عائشة: فليتني كُنتُ استأذنْتُ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كما استأَذنتهُ سودةُ.

وكانت عائِشَةُ لا تفُيِضُ إلَّا مع الإِمَامِ.

وقال النسائي (٦): كما استأذَنَتْه سودة، فَصَلَّت الفجر بمنىً ورمت قبل أن


(١) مسلم: (٢/ ٩٤٠) (١٥) كتاب الحج (٤٩) باب استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن من مزدلفة إلى منًى في أواخر الليالي قبل زحمة الناس - رقم (٢٩٨).
(٢) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (٣٠٣).
(٣) الثقل: المتاع.
(٤) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (٣٠٢،٣٠١).
(٥) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (٢٩٤).
(٦) خرجه النسائي في الكبرى في المناسك، كذا عزاه المزي في التحفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>