للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: استكثرتُهُ يا رسُولَ الله، قال: "ادفعه إليه" فمرَّ خالدٌ بعوفٍ فجرَّ بردائِهِ ثم قال: هل أنجزتُ لك ما ذكرتُ لَكَ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فسمِعَهُ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فاستُغْضبَ، فقال: "لا تُعْطِهِ يا خالِدُ (١)، هل أنتم تاركو (٢) لي أُمراتي؟ إنَّما مثلُكُم ومثلُهُم كمثلِ رجُل استُرِعِيَ إِبلًا وغنمًا فرعاها ثم تحيَّنَ سقيَهَا، فأوردها حوضًا، فَشَرَعَتْ (٣) فشربت صفوَه، وتركتْ، كدرهُ فصفوُهُ لكم وكدرُهُ عليهِم".

وفي رواية (٤) أخرى، قال عوف: فقلت يا خالد: أما علمتَ أنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالسَّلَب للقاتِلِ؟ قال: بلى ولكنيِّ استكثرتُهُ.

أبو داود (٥)، عن عوف بن مالك وخالد بن الوليد، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالسلب للقاتل ولم يخمس السلب.

مسلم (٦)، عن سلمة بن الأكوع قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هَوَازِنَ، فبينا نحن نتضحَّى (٧) مع رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء رجلٌ على جملٍ أحمَرَ، فأناخَهُ في انتزَعَ طلقًا من حَقَبهِ فقيد بِهِ الجمل، ثم تقدَّمَ يتغدَّى مع القومِ وجعل ينظرٌ وفينا ضعفةٌ ورِقَّةٌ في الظَّهْرِ، وبعضُنَا مشاةٌ إذ خرج يشتدُّ (٨) فأتى جملَهُ فأطلق قيدَهُ ثم أناخَهُ وقَعَد عليْهِ فأثَارَهُ فاشتدَّ بِهِ


(١) هذه الجملة مكررة في مسلم.
(٢) مسلم: (تاركون).
(٣) مسلم: (فشرعت فيه).
(٤) نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (٤٤).
(٥) أبو داود: (٣/ ١٦٥) (٩) كتاب الجهاد (١٤٩) باب في السلب لا يخمس - رقم (٢٧٢١).
(٦) مسلم: (٣/ ١٣٧٤) (٣٢) كتاب الجهاد والسير (١٣) باب استحقاق القاتل سلب القتيل - رقم (٤٥).
(٧) نتضحى: أي نتغدى.
(٨) يشتد: أي يعدو.

<<  <  ج: ص:  >  >>