للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجملُ فاتَّبعَهُ رجلٌ على ناقةٍ ورقَاءَ.

قال سلمةُ: وخرجتُ أشتدُّ فكنت عند وَرِكِ الناقةِ ثم تقدمتُ حتى كنتُ عندْ وَرِكِ الجمل ثم تقدمتُ حتى أخذتُ بِخِطَامِ الجمل فأنختُهُ فلما وَضَعَ ركبته في الأرض، اخترطتُ سَيْفِي فضربتُ رأسَ الرجُلِ فَنَدَرَ (١) ثم جئتُ بالجملِ

أقودُهُ، عليه رَحْلُهُ وسِلاَحُهُ فاستقبلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والنَّاسُ مَعَهُ فقال: "من قتل الرجل؟ " فقالوا: ابن الأكوعِ قال: "لَهُ سَلَبُهُ أجْمَعُ".

وعن أبي قتادة (٢)، قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حُنينِ، فلما التقينَا كانت للمسلمين جولةٌ، قال: فرأيت رجُلًا من المشركين قد علا رجُلًا من المسلمينَ فاستدرتُ إليه حتى أتيتُهُ من ورائِهِ، فضربتُهُ على حَبْلِ عاتِقِهِ وأقبَل عليَّ فضمَّني ضمةً وجدتُ منها ريح الموتِ، ثم أدركَهُ الموتُ، فأرسلَني فلحقتُ عمر بن الخطاب فقال: ما للناس؟، فقلتُ: أمرُ اللهِ، ثمَّ إنَّ الناسَ رجعُوا، وجَلَسَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من قتل قتيلًا، لَهُ عليه بَيَنةٌ فله سَلَبُهُ" قال: فقمتُ فقلت: من يشهدُ لي؟، ثم جلستُ، ثم قال مثل ذلك، قال: فقمتُ فقلتُ: من يشهد لي؟، ثم جلستُ، ثم قال ذلك الثالثةَ. فقمتُ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مالك؟ يا أبا قتادَةَ" فقصصُت عليه القصَّةَ، فقال رجل من القوم: صَدَقَ يا رسول الله و (٣) سلب ذلك القتيل عندي، فأرضِهِ من حقِّهِ، فقال أبو بكر: لاهَا الله إذًا لا يعمِدُ إلى أسدٍ من أُسْدِ الله، يُقاتِلُ عن الله وعن (٤)


(١) فندر: أي سقط.
(٢) مسلم: (٣/ ١٣٧٠) (٣٢) كتاب الجهاد والسير (١٣) باب استحقاق القاتل سلب القتيل - رقم (٤١).
(٣) (و): ليست في مسلم، وكذا (ف).
(٤) (عن) ليست في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>