للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد جرت الحنفاء حتف جذيمة ... وكان يراها عدة للشدائد

وجرت منايا مالك بن نويرة ... حليلته الحسناء يا أم خالد

وأردى ذؤابا في بيوت عتيبة ... بنوه وأهلوه بشدو القصائد

فهذه القصص التي استطرد إليها أبو فراس تكميلا لقصده وتدعيما لرأيه مشهورة ومعروفه، ويمكن الرجوع إليها في مظانها بكل سهولة.

وقال الفرزدق لجرير:

فهل أنت إن ماتت أتانك راكب ... إلى آل بسطام بن قيس فخاطب

وإني لأخشى إن خطيت إليهم ... عليك الذي لاقى يسار الكواعب

ومن حديث يسار أنه كان عبدا أسود يرعى لأهله إبلا وكان معه عبد يراعيه وكان لمولى يسار بنت فمرت يوما بإبله وهي ترعى في روض معشب فجاء يسار بعلبة لبن وسقاها وكان أفحج الرجلين فنظرت الى فحجه فتبسمت ثم شربت وأخذت مضجعها فانطلق فرحا حتى أتى العبد الراعي وقصّ عليه القصة وذكر فرحه بتبسمها فقال صاحبه يا يسار، كل من لحم الحوار، واشرب لبن العشار، وإياك وبنات الأحرار فقال له: دحكت لي دحكة لا أخيبها، يريد ضحكت لي ضحكة، ثم قام الى علبة فملأها وأتى الى ابنة مولاه فنبهها فشربت ثم اضطجعت فجلس العبد حذاءها فقالت: ما جاء بك؟ فقال: ما خفي عنك ما جاء بي فقالت: فأي شيء هو؟ قال: دحكك الذي دحكت إلي فقالت حياك الله ثم قامت

<<  <  ج: ص:  >  >>